يلعب التنسيق العسكري الروسي-الاسرائيلي في سوريا من وراء ظهر باقي اعضاء التحالف المساند لبشار الاسد وخاصة ايران وحزب الله، صحيح ان هذا التحالف الثلاثي الضمني(روسياايران اسرائيل) يتفق علي هدف واحد وهو تثبيت نظام بشار، الا ان اسرائيل استغلته ليكون مطية لتقليم اظافر حزب الله المشارك في القتال بسوريا واغتيال قادته الميدانيين ومنهم سمير القنطار. وقد لمح اليكس فيشمان احد كبار الخبراء العسكريين الاسرائيليين والمعروف بصلاته الوثيقة بقادة الجيش والمخابرات الاسرائيلية إلي ان هناك تواطؤاً روسياً ساهم في نجاح عملية اغتيال القنطار فالعمارة التي جري تدميرها تقع في محيط العاصمة السورية المحمية بمظلة دفاع جوي روسية وفي مركزها صواريخ اس400 ورادار يغطي اجزاء واسعة من اسرائيل. فهل ذهبت موسكو إلي سوريا فقط لضرب المعارضة السورية تحت غطاء قتال داعش ام جاءت لتحقيق اهداف اسرائيل في سوريا فالتنسيق بين مركز التحكم بالطيران الروسي في مطار حميميم بسوريا ومركز قيادة القوات الجوية الإسرائيلية يتم علي مدار الساعة لتبادل المعلومات ومراقبة السماوات السورية منعا لنقل اي صواريخ إلي حزب الله في لبنان. وهو ما اعلنه علي بلاطة الجنرال يائير جولان نائب رئيس هيئة اركان الجيش الاسرائيلي والمسئول عن التنسيق مع الجيش الروسي حين قال «الروس لا يرون اي تضارب مصالح في انشطتنا داخل سوريا كما ان اسرائيل في المقابل لا تري في العمليات الروسية ضد قوي المعارضة السورية اي تهديد لمصالحها» وحين اكتشفت ايران انه مفعول بها في سوريا وانها تحولت إلي قنطرة تعبر عليها اسرائيل لتنفيذ مخططاتها، قررت سحب قواتها من سوريا ونقلها إلي العراق. وبفعل هذا التنسيق الاسرائيلي الروس وقفت وسائل الدفاع الجوي الروسية خرساء حين هاجمت القاذفات الاسرائيلية منشأة صواريخ باليستية بالقرب من مدينة قطيفة التي يتمركز فيها اللواء 155للجيش السوري، والمعروف بلواء «سكود»، فضلا عن ضرب هدف قريب من مطار دمشق. كما قتلت غارات اخري ثمانية من مقاتلي «حزب الله» وخمسة جنود سوريين في القلمون. وبالتالي فان وجود صواريخ اس 400 الروسية في سوريا لم تحد ابدا من قدرة إسرائيل علي استهداف اي مواقع داخل العمق السوري لتمرح في الاجواء السورية وكأنها في نزهة. وقد كشف هذا التواطؤ وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون حين صرح انه « لأمر جيد أن -الروس- لا يحولون دون ان تتصرف طائراتنا وفق مصالحنا». وحتي لا يتعرض هذا التنسيق لاي اخطار، بدأت المخابرات الإسرائيلية تنتبه لاي حركة تهدف لتقريب مراكز «حزب الله» اللوجستية من العمليات الروسية في حمص، لأن ذلك سيحد من القدرة علي استهداف قوافل الأسلحة التابعة للحزب. وبذلك يظهر مدي الحرص الاسرائيلي علي الا تعض تل ابيب اليد التي امتدت لها لتحقيق اهدافها في سوريا. عليه العوض في بلاد الشام.