نعيش الذكري التاسعة والخمسين للعدوان الثلاثي علي مصر عام 1956 وهي المعركة التي انتصر فيها جيش مصر وشعبها العظيم بمقاومته الشعبية للمدينة المقاتلة الصلبة بورسعيد.. هذا النصر الفارق المفصلي لانتصار الإرادة المصرية التي بدأت في 26 يوليو 1956 مع إعلان الرئيس المصري الزعيم جمال عبد الناصر قراره التاريخي بتأميم قناة السويس بعد رفض البنك الدولي تمويل بناء السد العالي.. وسبقه في 18 يونيو رفع الرئيس لعلم مصر فوق مبني البحرية في بورسعيد ليصبح ذلك اليوم عيداً للجلاء.. وفي 29 أكتوبر ونتيجة لهذا تغزو إسرائيل سيناء بأربعة طوابير مدرعة في إطار مؤامرة العدوان الثلاثي علي مصر مع بريطانيا وفرنسا وذلك لتوفر لهما ذريعة التدخل بحجة حماية الملاحة في قناة السويس.. وفي 31 أكتوبر ضربت الطائرات البريطانية والفرنسية المطارات المصرية في إطار العدوان الثلاثي علي مصر.. وفي 4 نوفمبر أنزلت القوات المظلية الفرنسية والبريطانية إنزالها في شمال منطقة قناة السويس واشتبكت مع الجيش المصري.. وقصف الأسطول المشترك مدينة بورسعيد وما حولها وأنزلت حاملات الجنود القوات البريطانية الفرنسية علي شاطئ بورسعيد.. واستمرت معارك التآمر علي مصر لتأميمها قناتها التي هي علي أرضها وصمد جيش مصر وشعب بورسعيد في معارك شرسة للحفاظ علي كرامة القرار المصري وأرضه المقدسة وقاوم أهالي بورسعيد في ملحمة مقاومة ودفاع عن الحرية لن ينساها التاريخ.. ولم يفت علي الفنان المصري تصوير مقاومة بورسعيد للعدوان الثلاثي في بسالة ليتركوها لوحات شاهدة علي التاريخ.. فرسم الفنانون الكبار محمد صبري.. حسن محمد حسن.. محمود عفيفي.. حلمي فرج لوحات لها قيمة كبري في سجل تأريخ مقاومة بورسعيد.. وأمامنا لوحة الفنان محمد صبري رسمها في نفس عام النصر وفيها ركز علي معارك إنزال العدو بالمظلات فرسم مظلات إنزال العدو تملأ سماء بورسعيد يتلقفهم شعب بورسعيد ومقاومته جنباً إلي جنب جيش مصر في ملحمة تاريخية لدحر جنود العدوان الثلاثي الذين بمجرد إنزالهم بالمظلات وسط المدينة يُقضي عليهم في الحال في ظل أجواء من التفجيرات والنيران ووسط الأنقاض وقد اكتست لوحة الفنان محمد صبري باللون الناري الساخن لتعبر رمزياً وتسجيلياً عن شراسة قتال الجيش والشعب لحفظ مصر وأرضها من العدوان.. نلاحظ إلي يسار اللوحة وقد رسم الفنان علم مصر كبيراً يُظلل الأبطال تحمله فتاة من المقاومة الشعبية البورسعيدية في رمزية أن النصر متحقق حتماً جنباً إلي جنب مع مشهد المقاومة والقتال في نفس اللحظة وفوق نفس الأرض. فاطمة علي