وفاء الغزالى ما أن انتهي المستشار أحمد رفعت من النطق بالحكم في قضية القرن حتي سمعنا أحد المحامين الشباب هاتفا »الشعب يريد تطهير القضاء« وردد عدد من محامي المدعين بالحق المدني الهتاف وراءه ناسين أنهم من رجال القضاء وناسين أن تليفزيونات العالم أجمع تبث هذه الجلسة وناسين أيضا أن بسلوكهم هذا كان سببا في ايقاف إذاعة الجلسات. والسؤال الآن ماذا تم تجاه هذا المحامي الشاب ومن فعلوا مثله.. هل عادوا لبيوتهم سالمين أم قال فيهم القضاء كلمته؟.. أعلم أن التطاول علي القاضي مخالفة تستوجب العقاب.. فماذا لو كان التطاول علي القضاء بأكمله وعلي مرأي ومسمع العالم. ونترك المحكمة وما جري فيها لنري مخالفة أخري.. نعلم جميعا إعلاميين وغير إعلاميين أن وسائل الإعلام ليست المكان المناسب لبحث ومناقشة أحكام القضاء.. وأن القضاء له وسائله في احقاق الحق ونقض الأحكام.. ولكن إعلاميينا كلهم لا يملون من مخالفة هذه القاعدة وفي كل القضايا يأتون بمحامين ومستشارين ويحاصرونهم بأسئلة لا تؤدي إلا إلي تشكيك الرأي العام في القضاء والقضاة علي السواء. تحول الإعلام بعد 52 يناير إلي واحد من أهم القوي التي تقود البلاد.. وهو المسئول الأول عن حالة التشتت والتفكك التي أصابتنا جميعا. مني وشريف ولبني وعمرو وسعد وخيري وغيرهم هم القادة الفعليون للشارع المصري الآن.. فهل يراجعوا أنفسهم فيما يقولون وما يقدمون. إذا أردنا الديمقراطية فعلينا أن نحترم الصندوق وإذا كنا طالبنا بمحاكم عادلة غير استثنائية فعلينا أن نحترم أحكام القضاء. وأخيرا أهمس في أذن الزملاء الإعلاميين ومن يظهرون علي الشاشات.. لا تتاجروا بدم الشهداء.. وأنا لست ببعيدة عنهم.. لقد شارك ابني في أحداث كوبري قصر النيل في أكبر موقعة بين الثوار والشرطة يوم 82/1 وهو إعلامي أيضا.. وكان يمكن أن يكون من بين الشهداء.. أقول لا تتاجروا بدمائهم.. فدماؤهم أغلي من أن يقال أين حق الشهيد.