شهدت العاصمة اليونانية أثينا أمس القمة المصرية اليونانية القبرصية امس بين الرئيس عبد الفتاح السيسي وكل من نيكوس أنستاسيادس رئيس جمهورية قبرص، وأليكسيس تسيبراس رئيس وزراء اليونان. وصرح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن فعاليات القمة بدأت بجلسة مباحثات مغلقة عقدها الرئيس مع الرئيس القبرصي ورئيس وزراء اليونان، تلتها جلسة مباحثات موسعة بحضور وفود الدول الثلاث. أقر قادة الدول الثلاث «اعلان أثينا» الصادر عن القمة والذي أكدوا فيه علي أهمية تعزيز أطر التعاون الثلاثي في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والسياحية، والبناء علي ما يجمع بين مصر واليونان وقبرص من قيم مشتركة من أجل إرساء دعائم الأمن والاستقرار والسلام ودفع عملية التنمية في منطقة شرق المتوسط. وتوافق القادة الثلاثة علي أهمية الدور الذي تضطلع به آلية التعاون الثلاثي كنموذج للحوار الإقليمي القائم علي العمل المشترك وزيادة التنسيق داخل المحافل الدولية وتعزيز مستوي التواصل بين الدول الأوربية والعربية ودفع العلاقات الأورومتوسطية. وأكد كل من رئيس الوزراء اليوناني ورئيس جمهورية قبرص علي أهمية دعم الاتحاد الأوربي لمصر سياسياً واقتصادياً، ومساندة جهودها في مواجهة خطر الإرهاب، لاسيما في ضوء دورها الفعال والمحوري كركيزة للأمن والاستقرار في منطقة المتوسط. وأكد القادة الثلاثة دعمهم لجهود المجتمع الدولي في مواجهة الإرهاب، مع التشديد علي أهمية تبني مقاربة شاملة في مواجهة الإرهاب ودعم التحالف الدولي ضد تنظيم داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية وتفكيك بنيتها الأيديولوجية وتجفيف منابع تمويلها ووقف مصادر تسليحها. وتم التأكيد كذلك علي أهمية التصدي لما يقوم به تنظيم داعش وغيره من التنظيمات من تدمير ونهب للممتلكات التراثية والثقافية في المنطقة، والدفع نحو قيام مجلس الأمن بإصدار قرار مشدد لمواجهة وعلاج تلك المشكلة. وتناولت القمة الثلاثية أزمة تدفق المهاجرين، وضرورة التعامل معها من منظور شامل، من خلال التوصل إلي أفق سياسي لتسوية الأزمات الإقليمية والقضاء علي الفقر ودفع عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة ومواجهة أنشطة التهريب، فضلاً عن معالجة الوضع الإنساني لأزمة اللاجئين بالتعاون مع الدول المعنية، مع التنويه إلي أهمية الدور الذي يمكن أن يلعبه الاتحاد الأوربي في هذا الشأن. وعلي الصعيد الإقليمي، تناولت القمة عدداً من القضايا، حيث أكد القادة الثلاثة أهمية المحافظة علي وحدة سوريا وسلامتها الإقليمية، والمبادئ التي تم الاتفاق عليها خلال اجتماعات فيينا حول مستقبل العملية السياسية في سوريا. وفي الشأن الليبي، أعرب القادة الثلاثة عن قلقهم البالغ جراء تنامي خطر الإرهاب والأوضاع الأمنية المتدهورة في ليبيا، محذرين من خطورتها علي الأمن والاستقرار في دول الجوار ومنطقة المتوسط. كما تم حث الأطراف الليبية علي تشكيل حكومة الوحدة الوطنية. وأعرب القادة الثلاثة عن قلقهم إزاء الأزمة في اليمن وتزايد خطر الإرهاب والتطرف، مؤكدين دعمهم للحكومة الشرعية في اليمن وللجهود الخليجية والأممية الرامية إلي استئناف المفاوضات والحفاظ علي وحدة وسلامة اليمن الإقليمية. وأشار القادة الثلاثة إلي دعمهم لجهود الحكومة العراقية في محاربة الإرهاب، منوهين إلي أهمية دفع عملية المصالحة واستعادة اللُحمة الوطنية للشعب العراقي. وأعرب القادة عن أملهم في الالتزام بتنفيذ الاتفاق النووي بين إيران والأطراف الغربية من أجل تعزيز الأمن الإقليمي والدولي. كما دعوا إلي سرعة انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية، وأكدوا دعمهم لجهود رئيس الحكومة اللبنانية والوقوف إلي جانب لبنان في حربه ضد الإرهاب وجهوده للحفاظ علي الأمن. وتوافقت الرؤي خلال القمة علي أهمية التوصل إلي حل دائم وعادل للقضية الفلسطينية، وحصول الشعب الفلسطيني علي حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة علي حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدسالشرقية. وأعرب القادة الثلاثة عن قلقهم الشديد إزاء تصاعد العنف في الأراضي الفلسطينية وأكدوا استعدادهم للعمل مع كافة الأطراف المعنية لاستعادة الهدوء وتهيئة المناخ المناسب لاستئناف العملية السياسية، بحيث يتم وضع إطار زمني واضح للتوصل إلي تسوية شاملة. وقد أكد رئيس قبرص ورئيس وزراء اليونان علي دور مصر المحوري في هذا الشأن. وعلي صعيد المشكلة القبرصية، أكد الرئيس ثبات الموقف المصري إزاء المشكلة القبرصية، منوهاً إلي استمرار دعم مصر لجهود التوصل إلي حل عادل وشامل للقضية القبرصية، بما يضمن إعادة توحيد شطري الجزيرة ويراعي حقوق كل القبارصة، وفق قرارات الأممالمتحدة ومقررات الشرعية الدولية ذات الصلة. كما أعرب القادة الثلاثة عن أملهم في أن تكلل المفاوضات التي ترعاها الأممالمتحدة بالتوصل إلي تسويةٍ للمشكلة القبرصية في إطار احترام مبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات الأساسية لكل المواطنين القبارصة، وبما يساهم في تعزيز السلام والأمن في المنطقة. وأشار القادة الثلاثة إلي أن الثروات الهيدروكربونية في شرق المتوسط واكتشافات الغاز الأخيرة في مصر تزيد من فرص التواصل والتعاون في إطار احترام مبادئ القانون الدولي وحُسن الجوار. وقد اتفقت الدول الثلاث في هذا السياق علي مواصلة المفاوضات بشأن ترسيم الحدود البحرية وفقاً لاتفاقية الأممالمتحدة لقانون البحار. كما تم الاتفاق علي الارتقاء بمستوي التعاون من أجل تنفيذ مشروعات مشتركة بقطاعات الصناعات البحرية والسياحة، وتعزيز الربط البحري، والارتقاء بدور القطاع الخاص لدفع الشراكة الاقتصادية بين الدول الثلاث. وتم الاتفاق في نهاية أعمال القمة علي إنشاء آلية مشتركة ودائمة للتعاون بين الدول الثلاث، بحيث تقوم بتحديد عدد من المشروعات المشتركة والعمل علي تطويرها. كما رحب رئيس قبرص ورئيس وزراء اليونان بدعوة الرئيس لعقد القمة القادمة في مصر.