في الوقت الذي تشتعل فيه الأزمة الروسية- التركية في أعقاب إسقاط تركيا للطائرة «السوخوي 24» الروسية فوق الاراضي السورية، وما تبع ذلك من تداعيات حادة وعقوبات اقتصادية كبيرة اتخذتها روسيا علي تركيا،..، تفجرت ازمة جديدة بين انقرة وبغداد، نتيجة وجود قوات عسكرية تركية علي الاراضي العراقية دون اذن وبغير موافقة الحكومة العراقية. القوات التركية تم اكتشاف وجودها في شمال العراق قرب الموصل فجأة اوائل الاسبوع بجوار مدينة «بعشوقة»، اثناء استبدالها بقوات اخري تضم فيلقاً من الدبابات والآليات المدرعة، وهو ما آثار الحكومة العراقية وفجر الازمة. الحكومة العراقية اعلنت ان وجود القوات التركية علي الاراضي العراقية هو وجود غير شرعي ويمس السيادة العراقية، واكدت انها ليس لديها علم مسبق بوجود هذه القوات، ولم تسمح بوجودها علي الإطلاق. تركيا في الجانب الآخر اعلنت في البداية ان وجود قواتها علي الاراضي العراقية تم بعلم العراق، وانها تقوم بتدريب «البشمرجة الكردية» بناء علي طلب من المحافظ السابق للمنطقة. في المقابل نفت الحكومة العراقية المزاعم التركية، واكدت انه لايوجد اي مسئول عراقي يعلم بوجود هذه القوات، ولا وجود لمسئول أو محافظ سابق أو حالي سمح لهذه القوات التركية بالتواجد علي الأراضي العراقية. ليس هذا فقط، بل اعلن حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي ان علي القوات التركية مغادرة الاراضي العراقية خلال «48» ثمانية واربعين ساعة، وهدد بأن العراق سيلجأ إلي مجلس الامن لاخراج القوات التركية اذا لم تغادر اراضي العراق من تلقاء نفسها. الغريب ان تركيا ترفض سحب قواتها من العراق وتصر علي إنها باقية لمساعدة العراق- رغما عنه ودون ارادته- في قتاله مع «داعش»،...، والاكثر غرابة ان الرئيس التركي وايضا رئيس وزرائه يؤكدان في ذات الوقت انهما لا يطمعان في اراضي العراق وان تركيا لن تقدم علي اي خطوة تمثل انتهاكا للاراضي العراقية او المساس بسيادة العراق ووحدة اراضيه. والآن... هل هناك وقاحة «وفُجر» اكثر من ذلك؟!،...، واذا لم يكن وجود هذه القوات التركية علي الاراضي العراقية هو اعتداء وانتهاك للاراضي العراقية فماذا يكون؟!