أعلن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو أمس انه سيوفد مبعوثا إلي القاهرة لإيجاد حل وسط بعد أن قررت لجنة تحكيم دولية ان تدفع شركتا النفط والغاز المصريتان 1٫76 مليار دولار لشركة كهرباء إسرائيل تعويضا عن خسائرها بعد وقف امدادات الغاز الطبيعي المصري. وقال نتنياهو الذي يشغل أيضا منصب وزير الاقتصاد في اجتماع لجنة الاقتصاد التابعة للكنيست وبثت الإذاعة العامة حديثه. «اتفقت يوم الاثنين مع الحكومة المصرية بأن أرسل مبعوثا خاصا إلي القاهرة بهدف التوصل إلي حل وسط للتحدي الحاصل، وأنا مؤمن اننا سنجد حلا لأن هناك مصالح استراتيجية مشتركة لكلا البلدين والغاز من ضمنها». وكان نتنياهو يشير إلي رغبة إسرائيل بتوريد الغاز الطبيعي لمصر والذي بات مهددا بعد قرار غرفة التجارة الدولية التي حكمت في قضية تعويض شركة كهرباء إسرائيل عن الخسائر التي تكبدتها بعد وقف امدادات الغاز الطبيعي المصري لإسرائيل عام 2012 اثر تعرض انابيب الغاز في شبه جزيرة سيناء لسلسلة من التفجيرات.. وكانت وزارة البترول المصرية قد أعلنت عن عزمها استئناف قرار التحكيم وقالت ان «الهيئة المصرية العامة للبترول وشركة الغاز الوطنية المصرية ستتخذان جميع الإجراءات القانونية لاستئناف هذا الحكم أمام محكمة سويسرية وإلي ان يصدر قرار الاستئناف فإن الحكومة ستجمد كل المباحثات بشأن استيراد الغاز من إسرائيل». ومن جانبها اهتمت الدوائر الإسرائيلية بتصريح رئيس الوزراء شريف اسماعيل بأن مصر ستقدم طعناً قانونياُ علي حكم التعويض الذي أصدرته محكمة سويسرية لصالح شركة الكهرباء الإسرائيلية قدره حوالي 1٫8 مليار دولار.ونقلت الصحف هناك عن وكالة بلومبرج ان الحكومة المصرية اصدرت تعليماتها لكل الشركات المصرية بتجميد الاتصالات فيما يتعلق باستيراد الغازمن اسرائيل بعد صدور حكم التعويض وذلك حتي يتم تقديم الطعن القضائي المصري في الحكم. وقالت الصحف الاسرائيلية ان مصر سوف تأخذ موضوع استيراد الغاز من اسرائيل كرهينة مقابل عدم دفع مبلغ التعويض المقضي به لعدم قدرتها علي الوفاء به. أنه قد يكون علي الحكومة الإسرائيلية دفع «بقشيش» من أجل استمرار اتفاقات تصدير الغاز لمصر عبارة عن تخليها ودون مفاوضات عن «الجائزة» المالية التي قضت لها بها المحكمة السويسرية.. تعليقاً علي الموضوع أصدر وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينيتز بياناً تلافي فيه ذكر حكم التعويض وقال ان اسرائيل تولي اهتماماً كبيراً لمسار العلاقات الأمنية والمتعلقة بالطاقة مع مصر ويأمل في أن تتواصل تلك العلاقات وتتحرك الي الأمام في موضوع الغاز خلال الفترةالقادمة بفضل العلاقات المتقاربة. وقال انه:»علي أية حال ينبغي علي اسرائيل التوصل الي تطوير سريع لحقول الغاز المكتشفة لديها ولذلك سنواصل تطوير إمكانيات التصدير ليس لمصر فقط ولكن للدول الأخري بالمنطقة أيضاً كالأردن واليونان وتركيا وحتي الي دول أوروبا الغربية». وفي نفس السياق أكد خبراء الطاقة في اسرائيل ان ثمة صعوبات اضافية تعتري تصدير الغاز الإسرائيلي لمصر . وفي رأيهم ان السبيل الوحيد الذي يجعل مصر تقبل بالمصادقة علي اتفاقات الغاز مع اسرائيل هي اذا تنازلت الأخيرة عن مطالب شركة الكهرباء بالتعويضات. جدير بالذكر ان هناك 4 صفقات تصدير غاز من اسرائيل لمصر مطروحة علي طاولة التفاوض. اثنتان مع شراكة تامار واثنتان مع شراكة ليفاثان. وقد وقعت شراكة تامار علي مذكرة نوايا لتصدير الغاز مع شركة يونيون بنوسا الإسبانية ومع كونسورتيوم الشركات المصرية الخاصة باسم دولفينوس. شركاء لفياثان ايضا وقعوا علي مذكرة نوايا مع شركة بريتش جاز أيضا مع دولفينوس. هالة العيسوي و (أ.ف.ب)