كانت أم عادل تتمني أن يكون ابنها طبيبا. لكن عادل فشل في الحصول علي المجموع الذي يؤهله لدخول كلية الطب، ودخل كلية الهندسة. أم عادل اصرت علي ان يحول أوراقه إلي كلية الصيدلة.. المهم ان تكون أم الدكتور. بعد التخرج، عين عادل في إحدي الشركات الحكومية. اختنق من جو الكسل والخمول والمحسوبية، فاستقال وسافر إلي هولندا. التحق بالعمل في مصنع لتجميع الزهور. في البداية عمل بحماس حتي اصبح رئيسا للعمال الاجانب. شعر بعد فترة أنه لم يجد الفرصة التي يتمناها ولم يحقق الحلم الذي راوده منذ الطفولة. فقرر الاستقالة والعودة إلي بلاده. وجد فرصة عمل في شركة أدوية أخري. عمل فيها عدة سنوات ولكنه شعر أنه يتقدم ببطء ولم يحقق أحلامه.. استطاع بصعوبة الحصول علي تأشيرة دخول للولايات المتحدة. مارس كل الأعمال: عامل في محطة بنزين، وفي شركة كهرباء وفي محل سوبر ماركت. وأخيراً حصل علي وظيفة موظف أمن في أحد الفنادق الكبري. بذل اقصي جهده، لينجح في الوظيفة. أعجب رؤساؤه بكفاءته وأمانته ونشاطه. أخذ يترقي بسرعة حتي اصبح مساعداً لمدير الفندق. تقدم بأفكار متطورة لتحسين الخدمة في الفندق وتحقيق راحة النزلاء. فحظي بإعجاب صاحب الفندق ونال الكثير من المكافآت والامتيازات. التقيت بالشاب خلال احدي زياراته لمصر فقال لي: الشاب المصري دؤوب وقادر علي التميز إذا اتيحت له الفرصة الملائمة ليثبت نفسه. يجب ان يكون مغامراً ويثق في نفسه بلا غرور. يعمل كثيراً ويتكلم قليلا. ولا ييئس إذا تعثر في الطريق، لان الفشل المؤقت هو الذي يؤدي في النهاية إلي النجاح