في 26 أغسطس الماضي أعلن محافظ الأقصرالدكتورمحمد بدر أن وزارة الآثار خصصت 5 ملايين جنيه لترميم وصيانة تراث المعماري المصري الشهير حسن فتحي بمنطقة القرنة الأثرية، وتحويلها إلي مركز دولي لتراث منطقة الشرق الأوسط بالتعاون مع اليونسكو. وكان المفترض أن يبدأ الترميم في سبتمبر الماضي، بمنزل حسن فتحي والمسجد والمسرح ثم الخان والسوق، ومنذ أيام تحديدا الأسبوع الماضي قمت بزيارة للقرية التي يفترض أن تكون المحافظة قد بدأت ترميمها.. بمصاحبة أعضاء مؤتمر الحفاظ علي المدن التاريخية والتراث.. كان علي رأس الوفد الدكتور أحمد راشد رئيس مركز الاستدامة بالجامعة البريطانية والباحث المهندس حمدي سطوحي.. والمعماري مراد عامر منظم المؤتمر.. والدكتور عادل ياسين عضو المجمع العلمي وأستاذ العمارة البيئية وصديق حسن فتحي والدكتور دوجلاس كومر رئيس لجنة الحفاظ علي التراث باليونسكو ومن إيطاليا الدكتور فابيو ناسيلي.. والحقيقة أننا لم نجد سوي عدة منازل متفرقة حاول عدد من المهتمين وأصدقاء حسن فتحي إنقاذها بشرائها من الأهالي وإعادة ترميمها بطريقتهم الخاصة.. علماً بأن البيع والشراء ممنوع في القرية.. فهي محمية أثرية.. لكن مع الأسف ضاعت القرية وضاع تراث حسن فتحي.. حتي منزله الذي كان يفترض تحويله إلي متحف يتم حاليا هدمه «بفعل فاعل» كما يؤكد الجيران.. فتم إسقاط بعض الحوائط وقبة المنزل الرئيسية وأصبح مجرد ركام.. في ظل غيبة الحكومة والمحافظة ووزارتي الآثار والثقافة رغم إعلان الجميع عن بدء الترميم. المنزل الوحيد الذي مازال علي حاله هو أول منزل تم بناؤه بالقرية منزل الحاج أحمد عبد الراضي الذي حاول كثيرا الحفاظ علي القرية كلها.. وليس منزله فقط.. لكن الظروف كانت أقوي منه فالقرية منذ تم بناؤها لم تمتد إليها أي يد بالترميم.. وأول من بدأ هدمها هي الحكومة التي قامت بهدم المدارس الثلاث التي بناها حسن فتحي وأعادت بناءها بالأسمنت المسلح! وتلاها الأهالي الذين هدموا منازلهم وأعادوا بناءها من جديد.. ولم يبق سوي الخان الذي أصبح خاليا بعد نقل موظفيه إلي مبني جديد تم بناؤه بالأسمنت المسلح.. والمسجد أيضا أصبح مهدداً بالسقوط، أما المسرح الذي افتتحه يوسف وهبي وكبار فنانينا وكانوا يقيمون فيه الحفلات والمسرحيات أسبوعيا أصبح خاليا مهددا بالإنهيار في أي لحظة بعد أن حولته وزارة الثقافة إلي قصر ثقافة ليس به سوي موظف واحد يخشي أن تقع الحوائط فوق رأسه في أي لحظة.. انقذوا تراث حسن فتحي قبل فوات الأوان.