منذ مائة عام، وتحديدا في نوفمبر عام 1915، بدأ مخطط سايكس بيكو لتقسيم المشرق العربي بين بريطانياوفرنسا القوتين الاستعماريتين الرئيسيتين آنذاك بمفاوضات سرية بين الدبلوماسي الفرنسي جورج بيكو والبريطاني مارك سايكس، ووافقت روسيا القيصرية علي الاتفاق. وحصلت فرنسا علي سوريا ولبنان ومنطقة الموصل في العراق. أما بريطانيا فامتدت مناطق سيطرتها لتضم بغداد والبصرة وجميع المناطق الواقعة بالخليج العربي. كما تقرر أن تقع فلسطين تحت إدارة دولية. وتم بموجب معاهدة لوزان التنازل عن الأقاليم السورية الشمالية لتركيا الأتاتوركية. ألستم معي أن نفس السيناريو يتكرر اليوم في سوريا. فها هي فرنسا تحرك حاملة الطائرات شارل ديجول إلي شواطئ سوريا، بعد تفجيرات باريس. وها هي روسيا تنصب منظومة الصواريخ المضادة للطائرات الأحدث في العالم اس 400 لأول مرة في المنطقة العربية، وها هو ذا رئيس وزراء بريطانيا يقرر المشاركة في العمليات. ناهيك عن الولاياتالمتحدة وما ينطوي تحت قيادتها بمسمي التحالف الدولي. كل هذا بزعم ضرب تنظيم داعش الذي يخيل للمرء من هول وضخامة الأسلحة التي تجيش ضده أنه جيش من الديناصورات أو المخلوقات التي تتحدي أكثر أنواع الأسلحة فتكا وإبادة، مع أن الحقيقة غير ذلك تماما. إنني أشتم رائحة سايكس بيكو جديدة. والزعم بمحاربة داعش ليس سوي ستار لتنفيذ مخطط دولي لإعادة تقسيم المنطقة العربية بين نفس القوي التي صاغت سايكس بيكو الأولي مع إضافة الولاياتالمتحدة والكيان الاستيطاني الصهيوني الذي يلعب في الخفاء.