»مرض السكري من النوع الثاني« عبارة انتشرت في الآونة الأخيرة ولابد أن نتعرف أكثر حيث انه قد لا يظهر أعراضا واضحة لمدة طويلة ولا يشعر المريض بإعياء ولفترة طويلة من الزمن في حين ان مضاعفات المرض تستقر وتنمو خلسة، منها مضاعفات الأوعية الدموية الصغيرة "Microangiopathy" والتي تؤثر علي العين وتؤدي إلي اعتلال الشبكية ومضاعفاتها علي البصر والاعتلال الكلوي والذي يقود إلي الفشل الكلوي في حالة اهمال تلك المضاعفات ثم الاعتلال العصبي وهو المسئول عن أوجاع الطرف السفلي والذي يسهل حدوث جروح وقروح في القدمين ومشاكل القدم السكري. كما يؤدي أيضا مرض السكري إلي اعتلال الأوعية الدموية الكبري "Macroangiopathy" الذي بدوره يتسبب في تصلب الشرايين في القلب وأوعية العنق والدماغ والساقين مسببا الذبحة الصدرية واحتشاء عضلة القلب والحوادث الوعائية الدماغية وتزيد نسبة اصابة الأوعية الدموية الكبري في حالة وجود عوامل الخطورة الأخري مثل ارتفاع ضغط الدم ونسبة الكوليسترول والدهون الثلاثية. يمتاز سكري النوع الثاني بتراجع فعالية الأنسولين مع قلة افراز الأنسولين من البنكرياس ويميل الكبد إلي عدم تخزين الجلوكوز كالمعتاد ويتسبب في زيادة معدل السكر في الدم.. ويعتقد الخبراء ان هذه الاضطرابات نتيجة إلي فائض الأحماض الدهنية التي يتسبب فيها النسيج الدهني الموجود في البطن.. أي ان المسئول عن حالة السكري من النوع الثاني هو.. الدهون! غالبا ما يحدث مرض السكري من النوع الثاني عندما يجتمع فرط تناول الطعام مع قلة النشاط البدني أو ممارسة الرياضة مع الاستعداد الوراثي المسبق حيث يكون هناك أفراد في الأسرة يعانون من مرض السكر، أما المرضي فيعانون من وزن زائد وسمنة متمركزة في منطقة البطن (الكرش). تزداد نسبة الاصابة في الأشخاص الذين يعانون من وزن زائد أو ارتفاع في ضغط الدم أو ارتفاع نسبة الكوليسترول أو امرأة عانت من سكري مؤقت خلال فترة الحمل، ولذلك نوصي بإجراء تحليل سكر بصفة دورية اعتبارا من سن ال04 حيث ان سكري النوع الثاني لا يظهر عادة أي عارض.