قال رسول الله صلي الله عليه وسلم «أياكم والظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة» ضمير الانسان هو المستودع للإخلاق فهو الذي يجعله يرضي عما يقوم به من أعمال أو تصرفات وما ينوي أيضا القيام به ولذا فهو يشبه السلطة الرادعة التي تحاسب وتنزل العقاب لصاحبه إذا قام بعمل غير أخلاقي وغالبا العقاب يكون علي شكل لوم أو شعور بالذنب والندم فهو القاضي الصغير واما يكون هذا القاضي حاسما يقظا واما متساهلا ضعيفا.. وهو رجل شرطة يراقب ليمنع الخطأ قبل وقوعه في المحرمات ومنها الرشاوي والوساطة والمحسوبية والغش والظلم والعنف وغيرها من المفاسد. ولكن كيف تربي هذا الضمير اليقظ خاصة في ظل انتحار ضمائر غائبة او ضعيفة أو ميتة كان من ثمارها غلاء وفساد مالي وإداري؟ الجواب من هدي الاسلام الذي يؤكد ان تربية الضمير تأتي اولا من الاسرة وغرسها لقيم الحق والخير والعدل ثم رجال الدعوة والمدرسة فيكملون بذر بذور الرجولة بمعناها الفعل وليس الشكلي ويتم نصرة المظلوم وإغاثة الملهوف وعدم السكوت علي الباطل واتخاذ القدوة والنموذج ورسولنا محمد صلي الله عليه وسلم خير أسوة فقد وصفه رب العزة قائلا «وإنك لعلي خلق عظيم».. ثم احياء فلسفة الثواب والعقاب والحساب لتكون أعظم دافع للانسان ليخاف من ربه أولا ويوقظ ضميره ويبعد عن الفواحش.. نحن الآن في حاجة ملحة الي ذلك والي تنمية روح الاخاء والتعاون بيننا وبين بعض من لهم ضمير. نحن الآن في حاجة الي نبذ الخلاف الذي يدب لاتفه الاسباب والادعاءات الباطلة ومحاربة الشرفاء حتي يكون كل منا شخصية ايجابية تقع عليها مسئولية نشر الحق والرحمة فالانسان اذا غاب ضميره فقل علي الدنيا السلام.