نحمد الله أن لدينا أجهزة أمنية يقظة استجابت لتحذيراتنا من اتجاه وزير الاتصالات المهندس ياسر القاضي لإعادة محمد النواوي مجددا لرئاسة الشركة المصرية للاتصالات، رغم أنه إخواني الهوي وكان أحد العناصر الاساسية في حملة أبو الفتوح في انتخابات الرئاسة عام 2012.. فكيف سيكون حال الوزير إذا ما نجح في إعادة النواوي، الذي إعتبره في حديث تليفزيوني من أكفأ العناصر ونفي أنه إخواني، إلي رئاسة الشركة في ذات الوقت الذي خرج فيه علينا أبو الفتوح الذي كان النواوي يعاونه انتخابيا، بدعوة غريبة وشاذة تطالب بانتخاب رئاسية مبكرة والا كان البديل هو أن تعم الفوضي البلاد؟! لقدجاءت دعوة القيادي الإخواني أبو الفتوح لتكشف الكثير وتحثنا علي أن نمضي بخطي أسرع لتطهير مؤسساتنا من العناصر القيادية الإخوانية التي تلحق الأذي بهذه المؤسسات، علي غرار ما حدث للشركة المصرية للاتصالات خلال قيادة النواوي لها، عندما خسرت قضايا تحكيم تقدر بحوالي ثلاثة أرباع المليار جنيه، رغم أن ملف التحكيمات كلف الشركة نحو 150 مليون جنيه انفقت علي سفريات مكوكية لمدير مكتبه وآخرين وأجرة مكتب الاستشارات القانونية الذي تمت الاستعانة به! لقد كشفت دعوة أبو الفتوح أن الرجل مازالت تراوده طموحات رئاسة مصر مثل غريمه خيرت الشاطر الذي حالت موانع قانونية من ترشحه بدلا من مرسي ممثلا لجماعة الاخوان في الانتخابات الرئاسية عام 2012.. كما كشفت هذه الدعوة أيضا علي أن مصر مازالت مستهدفة، وأن المخطط الذي تم احباطه في 30 يونيو 2013 بإزاحة الإخوان عن الحكم لم يتوقف، وإنما جرت عليه بعض التعديلات ليتلاءم مع الظروف الجديدة التي تعيشها مصر وليتفاوي حالة الرفض الشعبي للاخوان، وذلك باختيار أشخاص ينفذون هذا المخطط يدعوي أنهم يخالفون الإخوان ويختلفون عنهم، مثلما ادعي أبو الفتوح أنه انفصل عن جماعة الإخوان، أو فرض عليه من غريمه خيرت الشاطر، الذي سبق أن خطط قبلها لإبعاد أبو الفتوح من عضوية مكتب الارشاد ومحاصرته حتي لا يعوق رغبة الشاطر في السيطرة علي الجماعة باعتبارها المدخل الضروري لوصوله هو شخصيا إلي الحكم.. وهذا ما كشفت عنه أوراق قضية التخابر وتحديدا تسجيل لقادة حزب الوسط اصدقاء أبو الفتوح وداعميه في الانتخابات الرئاسية عام 2012، في لقاء جمعهم مع خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية. غير أن أهم ما كشفت عنه دعوة أبو الفتوح هو أن مكانته داخل التنظيم الدولي مازالت محفوظة وقوية ودوره مابرح مستمرا، رغم انفصاله التنظيمي عن جماعة الإخوان في مصر.. فهو مازال يحظي بثقة قيادة هذا التنظيم ولذلك يتبني سياساته وينفذ خططه.. فإن دعوة أبو الفتوح لانتخابات رئاسية مبكرة لا تختلف عما يروج له ويدعو إليه قادة هذا التنظيم الدولي.. ما قاله أبو الفتوح في فضائية بي . بي . سي عما قاله وردده قبله قادة التنظيم الدولي للإخوان بل وينسجم معه. لقد فضح أبو الفتوح نفسه وأكد أنه وان كان قد انفصل تنظيميا عن جماعة الإخوان في مصر إلا أنه مازال يرتبط تنظيميا وسياسيا بالتنظيم الدولي للإخوان، وهذا أكد مما سبق أن اعترف به من قبل حينما قال أنه انفصل عن جماعة الإخوان تنظيميا ولكنه مازال يرتبط بها أيدولوجيا! أبو الفتوح - إذن - ليس مجرد رئيس لحزب سياسي مصري مطعون بأنه حزب ديني، وإنما هو مشارك في تنفيذ خطط التنظيم الدولي للإخوان والتي تصب في نهاية المطاف في خدمة الامريكان الذين يسعون لفرض الهيمنة علي مصر بعد إضعافها.. فهل بعد ذلك يمكن أن يخدعنا أبو الفتوح حتي نفكر في تسليم قيادة مؤسساتنا لمساعديه وأعوانه؟!