تسببت الهجمات الإرهابية التي ضربت باريس الجمعة الماضية في أجواء توتر ضربت مناطق عدة في العالم وأثارت استنفاراً أمنياً في معظم الدول الغربية، لاسيما مع موجة التهديدات عبر إنذارات كاذبة طالت معظمها وسائل النقل خاصة الجوي منها، ولا يعرف حتي الآن من يقف وراءها، وتثير هذه الإنذارات الرعب وتتخذ معها إجراءات أمنية مشددة. وكانت الطائرة البولندية أحدث حلقة في هذا المسلسل حيث هبطت أمس طائرة مدنية تقل 161 شخصا اضطراريا في بلغاريا أثناء رحلة من العاصمة البولندية وارسو إلي منتجع الغردقة بمصر، بعد إنذار بوجود قنبلة، ليتبين بعد ذلك أنه بلاغ من راكب «مخمور». وقالت متحدثة باسم مطار بورجاس إنه تم إجلاء جميع الركاب وأفراد الطاقم من الطائرة لكن لم يعثر بها علي أي مواد متفجرة، مشيرة إلي أن المطار أغلق لفترة. قبل تلك الواقعة بيومين، أعلنت شركة مصر للطيران أن إحدي طائراتها والتي كانت في طريقها لمغادرة مطار القاهرة متجهة إلي الغردقة، عادت مرة أخري من علي المهبط قبل إقلاعها ببضع ثوان، بسبب إبلاغ راكبة تشيكية طاقم الضيافة عن راكب آخر يجلس بجوارها كان قد تلقي رسالة علي هاتفه المحمول تفيد بوجود قنبلة علي الطائرة. وأضافت الشركة أنه تم إخلاء الطائرة من جميع الركاب ومن الحقائب لتفتيشهم بالكامل للتحقق من صحة البلاغ من عدمه، وبعد الانتهاء من إجراءات التفتيش، تم التأكد من سلبية البلاغ. وفي الولاياتالمتحدة، طردت امرأة مسلمة و3 رجال مسافرين آخرين من علي متن طائرة في بالتيمور الأمريكية، بعد بلاغ من أحد الركاب بأن رجلًا منهم كان يشاهد تقريرًا إخباريًا علي هاتفه الذكي. وأعاد قائد الطائرة الرحلة إلي بوابة المطار، لإنزال الركاب الأربعة، الذين وصفوا بأنهم عرب. وأخضع المسافرون العرب الأربعة للتحقيق وأخلي سبيلهم بعدها، فيما تأخر إقلاع الطائرة قرابة 3 ساعات بسبب الحادث. وقال مسئول في هيئة النقل الأمريكية إن «أحد الرجال الثلاثة جلس إلي جانب امرأة وكان يشاهد تقريراً إخبارياً علي هاتفه لا أعرف ما طبيعته، فشعرت السيدة التي تقدمت بالشكوي ضدهم بالقلق، وكان لابد من التحقق من الشكوي في ظل الأحداث الراهنة». ومن تهديد الطائرات إلي المطارات، ففي بريطانيا قامت السلطات بإخلاء مبني في مطار جاتويك جنوب العاصمة لندن. وفي الدنمارك، أخلت الشرطة مبني في مطار كاستروب في كوبنهاجن بسبب الاشتباه في حقيبة وفي موسكو، أخلت الشرطة الروسية الاثنين الماضي محطة القطارات في العاصمة موسكو إثر إنذار بوجود متفجرات داخلها، حيث تم إجلاء أكثر من 500 شخص، لكنها لم تعثر علي أي شيء. وهذه الواقعة هي الرابعة في روسيا بعد هجمات باريس، الرياضة أيضا كان لها نصيب من هذه التهديدات لاسيما أن إحدي هجمات باريس الإرهابية كانت تستهدف ملعبا لكرة القدم كانت تقام فيه مباراة دولية بين منتخبي فرنساوألمانيا، ففي برلين أخلت الشرطة الألمانية، الثلاثاء الماضي، عشرات الآلاف من ملعب هانوفر قبل بدء مباراة ودية بين ألمانيا وهولندا وذلك بعد أنباء عن وجود قنبلة، قبل أن تعلن عن إلغاء المباراة. عن اثر تلك البلاغات وتداعياتها يقول المهندس وائل المعداوي وزير الطيران المدني الأسبق ان الإنذارات الكاذبة بوجود قنابل علي الطائرة مؤامرة ضد شركات الطيران للتأثير سلبا علي استقرارها الأمني داخل اي دولة وضرب السياحة والامان بها، من ناحيته أكد الطيار سامح الحفني رئيس الشركة القابضة لمصر للطيران السابق ان تلك البلاغات الكاذبة تتسبب في خسائر فادحة للمال العام ولشركات الطيران التابعة لها الطائرة التي تتلقي البلاغ بسبب اتخاذ هذا البلاغ بشكل جدي مما يترتب عليه هبوط الطائرة اضطراريا في أي دولة أو عودتها من مطار الإقلاع وإنزال جميع الركاب منها وإعادة تفتيشها وتفتيش الحقائب للتأكد من سلامة البلاغ مما يسفر عن وجود تكلفة مادية غير محسوبة يضاف إلي ذلك تأخير الركاب وإطلاق شائعات علي الشركة يتم محاولة تعويضها بقيام الشركة بالتأكيد ان التأخير بسبب اجراءات الأمن.