طلبت فرنسا رسميا من دول الاتحاد الأوروبي تقديم مساعدة عسكرية لها في محاربة تنظيم «داعش» في سورياوالعراق وهو ما أيده الأخير «بالاجماع». وأعلنت فرنسا أمس تعبئة 115 ألف شرطي وجندي من أفراد الأمن في أعقاب هجمات الجمعة الدامية. واستشهد وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان ببند من المعاهدات الاوروبية ينص علي التضامن في حال تعرض احدي دول الاتحاد لعدوان، وقال خلال اجتماع لوزراء الدفاع الاوروبيين في بروكسل «لن يكون بوسع فرنسا ان تبقي وحيدة في هذه المواقع».وتعد هذه اول مرة تستشهد دولة من اعضاء الاتحاد الاوروبي بهذا البند المشابه بمبدئه للمادة الخامسة من معاهدة الحلف الاطلنطي والتي استندت اليها الولاياتالمتحدة بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 وصولا إلي تدخل الحلفاء في افغانستان. وقال لودريان «ان فرنسا ترغب في طلب دعم من المنطلق الثنائي من شركائها الاوروبيين وبشكل متناسب مع امكاناتهم في مكافحة داعش في العراقوسوريا ومشاركة عسكرية متزايدة من جانب الدول الاعضاء في مواقع العمليات التي تنتشر فيها فرنسا». وردت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موجيريني التي كانت تترأس اجتماع وزراء الدفاع معلنة تأييد دول الاتحاد بالاجماع لتقديم المساعدة المطلوبة لفرنسا وطالبت باريس بتحديد طبيعة المساعدة والدعم المطلوبين. من جانبه، قال وزير الداخلية برنار كازانوف إن تعبئة رجال الشرطة وجنود الجيش تمت «عبر جميع أراضينا لضمان حماية الشعب الفرنسي متعهدا بزيادة التمويل المخصص لمعدات الشرطة، الذي كان قد خفض بنسبة 17 % في الفترة ما بين 2007 و2012. من جهة اخري، يعتزم الرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند زيارة واشنطن وموسكو الأسبوع المقبل للقاء الرئيسين باراك أوباما وفلاديمير بوتين وذلك في إطار حملته لحشد المجتمع الدولي لمواجهة الإرهاب بعد هجمات باريس.اعلن ذلك رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس موضحا ان المحققين الفرنسيين لم يتمكنوا حتي الآن من تحديد جميع ملابسات الهجمات. واضاف ان عدد الاشخاص الضالعين في الهجمات لايزال مجهولا طارحا فرضية وجود شركاء في فرنسا وبلجيكا.وشدد فالس علي أن بلاده تهدف إلي «تدمير داعش». وكشف أن الاستخبارات الفرنسية تراقب عن كثب نحو 10 آلاف شخص باعتبار أنهم قد يشكلوا خطرا علي أمن الدولة.واعتبر أنه ينبغي علي الاتحاد الأوروبي اتخاذ إجراءات إضافية للرقابة علي حدوده الخارجية، من أجل تقديم رد فعال علي الخطر الإرهابي.وأكد أنه رغم التنقل الحر بداخل منطقة شنجن، يجب علي الاتحاد تعزيز حدوده الخارجية لمواجهة الإرهاب وتهريب الأسلحة والهجرة غير الشرعية، مضيفا أن التقاعس في هذا الموضوع قد يؤدي إلي انهيار منطقة شنجن. من جانب اخر، اعلنت الرئاسة الفرنسية ان اولاند ونظيره الايراني حسن روحاني «شددا علي اهمية» المفاوضات بين القوي العظمي من اجل تسوية النزاع السوري، وذلك في اتصال هاتفي مضيفة ان الرئيسين اتفقا ايضا علي «تحديد موعد سريع لزيارة» يقوم بها روحاني إلي فرنسا، من اجل تعزيز التعاون الثنائي. وكانروحاني قد ارجأ زيارة إلي ايطالياوفرنسا كان من المفترض ان تبدأ السبت الماضي بسبب هجمات باريس. وعقب محادثاته مع أولاند، أعلن وزير الخارجية الامريكي جون كيري أن واشنطنوباريس اتفقتا علي تكثيف تبادل المعلومات الخاصة بتنظيم داعش الإرهابي مؤكدا علي «العلاقة القوية» التي تربط باريسبواشنطن. وأشار إلي أن الدولتين سوف «تحاربان وتهزمان معا» داعش.