يعود الأمل مع صناعة الأمل.. اقترب الموعد لافتتاح أهم صرح اقتصادي بعد قناة السويس الجديدة.. ايثيدكو، مصنع البولي ايثيلين الذي سيغير منظومة صناعة البتروكيماويات في المنطقة ويضع مصرعلي خريطة الاقتصاد العالمي، 2 مليار دولار تكلفة المشروع، الذي قارب علي الافتتاح، وينتظر الرئيس عبد الفتاح السيسي ليحتفل مع أبنائه المصريين الذي تحدوا الصعاب وأقاموا منشأة عملاقة تستخدم تكنولوجيا عالمية متطورة يجري تنفيذها لأول مرة في مصر، في الاسكندرية يضاف الي مجمع البترول، مجمع جديد وصرح عملاق، شيده المصريون بسواعدهم، وأجبروا الخبراء اليابانيين علي العودة للاسكندرية ليستكملوا المشروع العملاق بعد أن غادروا لبلادهم أثناء الثورة، عاد اليابانيون ليثبتوا للعالم الجدارة الأمنية والاقتصادية لمصر، وتهافت البنوك العالمية للتمويل بشهادة ثقة باقتصادنا القوي، لاتنزعجوا فلدينا عقول جبارة، وعزيمة واصرار، ومقومات وموقع إستراتيجي يجعلنا ننافس بقوة، وايثيدكو خير شاهد. ذهبنا لنرصد فرحة العمال، وتشابك الأيدي، التي تضع اللمسات الاخيرة، لأضخم مجمع لانتاج البولي ايثيلين والذي يغذي صناعتنا ويصدر لأوروبا، بعد أن قلب الموازين، فالمصنع ستصل منتجاته للسوق الاوربي في مدة زمنية لاتزيد علي 4 أيام نظرا لقرب المسافة، مما عزز التعاقدات لتصل الي 70%، الأرقام تتحدث، فالانتاج اليومي حوالي 2 مليون دولار، بكميات تصل 400 ألف طن بولي ايثيلين سنويا بقيمة 600 مليون دولار. خلية نحل تعمل ليل نهار لتنتهي من التشغيل التجريبي تمهيدا لافتتاح عملاق صناعة البتروكيماويات المصري. الخير قادم بسواعد المصريين صناع الأمل بالعمل والانجاز. ايثيدكو لا يقل أهمية عن قناة السويس الجديدة، ودليل دامغ علي قوة اقتصادنا واستقرارنا الامني والسياسي. إنها رسالة للعالم، فمصر قادمة بصناعتها ونهضتها وسواعد الشرفاء. تجولنا وسط العمال، لا فرق بين عامل ومهندس ورئيس للعمل، المهندس عبدالرحمن زيد رئيس ايثيدكو يداعب العاملين ويسأل عن كل صغيرة وكبيرة ويمر بين المعدات، ويطمئن علي التفاصيل، تراه في كل مكان، لا يهدأ،يعمل بيده،ًويطمئن من العمال بنفسه ولايصدق أن موعد النجاح قد حان، مجهود جبار، بددته فرحة الانجاز العظيم، حوارات مستمرة بين دينامو المشروع المهندس يسري الحديدي أحد خبراء صناعة البتروكيماويات الذي يشرح مراحل العمل والتجهيز خطوة بخطوة، ويؤكد أن الأمل قادم، وينتظر فرحة جني الثمار بتشغيل العملاق الذي سيعيد خريطة الاستثمار من جديد، فنيون شباب يتوسطهم المهندس حسام الفهمي الشاب الصغير مدير مساعد مشروع المرافق المسئولة عن تغذية المشروع. لامجال للحديث، الجميع يعمل ولديه ميعاد محدد للافتتاح ولا مجال الا للانجاز، ويقول المهندس يسري الحديدي إن المصنع سيصدر 70 ٪ من إنتاجه للخارج لمدة 7 سنوات حتي يتم تكلفة التغطية الاستثمارية، و30٪ للسوق المحلي لسد احتياجات الصناعات المتطورة. ورغم تأسيس المشروع في ظروف صعبة في يناير 2011 إلا أن الاصرار والعزيمة دفعا العمال للتغلب علي الصعاب ليقوم المشروع الكبير ويظهر للنور. ويؤكد المهندس يسري الحديدي أن المشروع العملاق واجه تحديات أهمها القرض الخاص بالتنفيذ، والذي جاء في ظروف سياسية واقتصادية وأمنية صعبة، ولكن ارادة المصريين تغلبت علي كل الظروف، وتم احضار شركة Toyo الياباني لتنفيذ المشروع، وواجهنا الاعتصامات والمطالب الفئوية، وتم التغلب علي هروب اليابانيين بشركات قطاع البترول، وعندما شاهد اليابانيون الانجاز، حيث إننا لم نتوقف عن العمل مطلقا، اطمأنوا وعادوا ليكملوا المشروع وهاهو يستعد للافتتاح والتشغيل كأكبر مشروع للبتروكيماويات ليغير مفهوم تلك الصناعة المهمة في مصر والعالم. ويقول المهندس عبد الرحمن زيد رئيس ايثيدكو أن المشروع من الكيانات العملاقة ويعد ثاني مشروع بعد قناة السويس الجديدة، مضيفا أن التنفيذ استغرق 3 سنوات بتكلفة 2 مليار دولار، لانتاج البولي ايثيلين، وهي مادة تنافسية، وقال إن هدفنا الاكبر تقليل التكلفة الانتاجية، مع الجودة العالية وتغطية احتياجات المستهلكين. وكان لابد من داعم رئيسي للمشروع، بانشاء محطة كهرباء، في توقيت معين وتمت عملية الطرح والدراسة والترسية وبعد ذلك التنفيذ للتركيبات لاجراءات التشغيل، وحدث تأخير من شركة البتروكيماويات المصرية التي كانت ترغب في امداد المشروع بالكهرباء، فتم الغاء المناقصة، فالبنوك المقرضة لديها شاغل كبير وهو توفير الطاقة لتشغيل المصنع العملاق. وكانت قيمة ما اتفق علي سداده للبتروكيماويات المصرية 385 مليون جنيه سنويا لمد ايثيدكو بالكهرباء. فعندما حدث التأخير قررنا اقامة محطة خاصة بالمشروع، لتقليل التكلفة الانتاجية، فلدينا تحديات كثيرة، ولا نحتمل مخاطرة قطع التيار، فلو حدث انقطاع لن تعود الماكينات للعمل قبل 10 أيام، الي أن ننظف المواسير من الخام الذي يتحول الي مواد صلبة اذا انقطعت الكهرباء وسببت التوقف. فلدينا 2 توربين والآخر احتياطي، فالمحطة ركيزة أساسية، وهي أفضل انجاز، حيث إن انتاجنا اليومي بحوالي 2 مليون دولار، فمن يتحمل الخسارة ؟ التحديات متعددة، وتجعلنا نفكر جيدا للمستقبل. بدراسات فنية ودراسات اقتصادية، ونسعي لتقليل التكلفة بكل الوسائل وبدء الانتاج دون اللجوء لرفع التكلفة الاستثمارية. لتؤكد مصداقيتنا مع المستثمرين، ولعل حماس العمال هو احدي الدعائم التي قفزت بالمشروع وتعجل بافتتاحه. وسيتم الانتاج من الخط الاول ليعقبه خط الانتاج الثاني بعد شهر. وهذه العمليات مقرونة بانتهاء بعض الأعمال الميكانيكية، وانتهاء شركات المقاولات من بعض التشطيبات النهائية للمشروع، وبدء تجارب التشغيل لنصل لمراحل مستقرة ومتميزة. وقال المهندس عبدالرحمن زيد رئيس ايثيدكو، ان صناعة البتروكيماويات هي صناعة القيمة المضافة لأنه ببساطة نصنع البتروكيماويات من الغاز، وليس كل غاز صالح لعمل البتروكيماويات، ونحتاج لقطفات معينة، ويباع الغاز في حدود (5- 6) دولارات للمليون وحدة حرارية، ليصل طن الغاز ( 42) مليون وحدة حرارية الي حوالي 225 دولار، لوتم تصنيعه يصل 1500 دولار، ليذهب للمصانع الصغيرة ويخرج منتجات ليباع بالضعف. فلدينا أمل في صناعة واعدة. وقال إن الاكتشافات الجديدة لغاز شروق، ستحدث نقلة جبارة لأن المصانع المتوقفة بسبب نقص الغاز ستعود للعمل. ويبقي تحليل نوعية الغاز في مدي صلاحيته للبتروكيماويات أو للحرق بالمصانع والكهرباء، وفي الحالتين مكسب كبير واضافة ستسد احتياجاتنا وتعزز صناعتنا وتمد الكهرباء، وستوفر الغاز الصالح للبتروكيماويات التي هي صناعة الأمل. وقال عبدالرحمن زيد إن مصنع ايثيدكو كيان اقتصادي ضخم له عدة أبعاد أهمها البعد الاجتماعي والذي ينمي المنطقة المحيطة ويؤثر فيها ايجابا.