الأربعاء والخميس المقبلين تحصد مصر الثمرة الأهم والأغلي من ثمار ثورة يناير المجيدة ، حيث يخرج ملايين المواطنين من مختلف محافظات المحروسة لاختيار رئيس مصر الجديد من بين 13 مرشحاً يخوضون سباق الرئاسة في مشهد ديمقراطي وحضاري تشهده المحروسة لأول مرة في تاريخها ينبغي أن نخرج جميعا للإدلاء بأصواتنا لنقول للعالم إننا شعب محترم ونستحق الديمقراطية ، كما أثبتنا ذلك من قبل في الاستفتاء علي التعديلات الدستورية في 19 مارس 2011 وخلال الانتخابات البرلمانية الماضية والتي شهدت نسبة تصويت زادت علي 60 ٪ وهي الأعلي في تاريخ مصر والمنطقة بأسرها ، ويومها قلنا للعالم نحن نستطيع ولكن علي الطريقة المصرية لايهم من يفوز مرسي أو موسي أو أبوالفتوح أو غيرهم .. لأنه في كل الأحوال مصر هي الفائزة ، والمصريون سيعطون للعالم درساً في القدرة علي التغيير وصناعة المستقبل بشكل متحضر ، وعلينا ألا نلتفت لمن يقول إذا فاز فلان فستحدث حرب أهلية ، أو مليونيات لأن هذا افتئات علي الديمقراطية وإهدار لحق الشعب في الاختيار ، ولنا في الانتخابات الفرنسية نموذج وقدوة ، فرغم امكانيات ساركوزي الرئيس السابق ، نجح منافسه فرانسوا أولاند واقتنص منه عرش فرنسا بنسبة لاتزيد علي 1٪ وفي مشهد حضاري هنأه ساركوزي بالفوز دون ادعاء بالتزوير أو التزييف ، ولم نسمع أو نقرأ قذفاً أو سباً أو تجريحاً في حق كل منهما مصر ليست أقل من فرنسا وشبابها وفتياتها وشيوخها قادرون جميعاً علي اثبات أنهم دائماً أصحاب النموذج الذي يقتدي به العالم ، وإذا خرجنا جميعاً لنختار من يحكمنا فلن يكون هناك تزوير ولن يقفز أحد علي إرادتنا ولن يفرض علينا أحد إرادته وعلي المرشحين أيضاً أن يكونوا هم النموذج والقدوة ، وأن يتوقف بعضهم عن اطلاق التصريحات المليئة بالتشويه والمتاجرة بمشاكل المصريين وآمالهم وطموحاتهم ، وعلي الجميع أن يستوعبوا الدرس الاهم وهو أنه لن يستطيع مرشح مهما كانت درجة ثقته في شعبيته ، أن يضحك علي أهل مصر البسطاء من سيوة وحتي حلايب وشلاتين ، فهم أذكي من الجميع ويعرفون من هو الأصلح لهم .. وحتي لو أخطأوا في الاختيار فهذا ثمن الديمقراطية وعلينا جميعاً أن ندفعه سواء ناخبين أو مرشحين .. لأن الهدف الحقيقي هو الحفاظ علي مصر آمنة ومطمئنة.