لم أشرف بالعمل تحت رئاسة الكاتب الكبير وجدي قنديل رحمه الله، ولكن ربطتني به علاقة وطيدة منذ أن ترك رئاسة تحرير آخر ساعة وانتقل لمكتبه بالدور السابع في الأخبار كاتبا قديرا ليوميات الأخبار. وكنت أسعد بلقائه في مكتبه مرتين علي الأقل كل أسبوع استمع لنصائحه واستمتع بحديثه عندما كنت مديرا لتحرير الأخبار، ثم شرفت برئاسة تحرير مجلة آخر ساعة لأجلس علي كرسي أساتذتي العظام ومن بينهم الأستاذ وجدي قنديل الذي كان له بصمته الواضحة علي كل صحفي بالمجلة، وكان له مدرسته الصحفية وأسلوبه الذي مازال تلامذته ينتهجونه حتي الآن، وكان حبي واحترامي للأستاذ الجليل وجدي قنديل يزيد كلما استمعت لما يقوله عنه كل من عمل معه وتحت رئاسته وكيف كان يعامل الجميع بأدب واحترام، وكيف كان يحتوي كل غاضب، وكيف تلقف الشباب وتبناهم وصنع منهم نجوما، وأصبحوا الآن كوادر في آخر ساعة كل واحد منهم يصلح لأن يكون رئيسا للتحرير. رحل الأستاذ وجدي عن دنيانا بجسده، ولكن ترك لنا ثروة كبيرة من كتاباته ومقالاته التي سنظل ننهل منها طوال العمر نحن والأجيال القادمة، وترك صحفيين تتلمذوا علي يده وبعملهم وجهدهم سيظل قنديل آخر ساعة مضيئا طوال العمر. رحم الله الأستاذ وجدي قنديل.