لا أري.. ديمقراطية تلطخت بالدماء كما حدث في بلدي! ولا ديمقراطية تستبدل الحوار بضرب النار والمناوشات بالسلاح الأبيض! ولا ديمقراطية تستدعيها »وقت اللزوم« وتصادرها »عند الطلب«!. يا سادة.. الثورة قامت من أجل ديمقراطية حقيقية، تعبر عن رأيك، وتحترم آراء الأغلبية، ولا يجوز أن تصادر حرية الآخرين بالعصي والشوم والحجارة ولا يصح أن نتربص لمن أعادوا لنا الكرامة المصرية ونهدد رمزاً من رموز الوطنية المصرية وهي القوات المسلحة! اتقوا الله في مصر قبل فوات الأوان. لا أسمع صوتاً يعلو فوق صوت المعركة الرئاسية! ورغم أن المرحلة الانتقالية شارفت علي الانتهاء ألاّ أن هناك من يتربص بهذا الوطن ويصر علي تعطيل خريطة الطريق التي وضعها المجلس العسكري!. من منّا لم يسمع المشير وقادة المجلس وهم يقولون ان عقارب الساعة لن تعود إلي الوراء ولن يحدث تزوير في ارادة الشعب ولن ندعم مرشحاً بعينه وسنسلم السلطة للرئيس المنتخب في موعدها!. أليست كل هذه ضمانات تكفل اجراء انتخابات نزيهة وتسليم السلطة إلي الرئيس المدني وبدلاً من أن نفرح بمولد أول رئيس مصري منتخب نقوم بالتخريب والحريق وقطع الطرق ونسعي بكل فخر إلي تلويث سمعة مصر والمصريين!. ندعو الله أن يأتي الشعب برئيس لا يجهل قضايا أمته وهموم شعبه ولا يكون مدفوعاً لحساب تيار معين ولا محمولاً علي أعناق حزب المنتفعين وأصحاب المصالح الشخصية وان يتقي الله فينا.. قولوا آمين. لا أتكلم عن أحداث العباسية المؤسفة! فالأمر جد يخلق وضعاً أمنياً شديد الخطورة خاصة ان المناخ يسمح باندساس البلطجية والمأجورين للعبث بأمن البلاد!. وأري أن يتكاتف عقلاء هذا البلد من القوي والتيارات السياسية ورجال الأزهر والكنيسة وان يتدخلوا لفض الاعتصام واجهاض محاولات اسقاط الدولة، وعلي شيخنا أبواسماعيل أن يقوم بدوره الوطني وينفذه حالاً وهذا تكليف له وليس تشريفاً ويدعو أبناءه إلي ترك ميدان العباسية فوراً حقناً للدماء وتجنباً لتدخل أطراف أخري تسعي لصب الزيت علي النار وتجر البلاد إلي حرب أهلية!.