د. عماد : انتهاك لخصوصية المتهم د. عبدالعفار : تخلق تعاطفا مع المجرم د. هويدا : لا يجوز للإعلام أن يكون حكما الهدف من تقديم برامج الجريمة هو تسليط الضوء عليها وكشف الدوافع المسببة لها لخلق الوعي لدي المواطن بكيفية التصدي لها ومكافحتها وتكريس «مبدأ الثواب والعقاب» والتأكيدعلي ضرورة ان ينال المجرم عقابه لمنع تكرار ارتكاب الجريمة . هذا هو المفروض والهدف الواجب من عرض تلك البرامج لكن السؤال: هل تحافظ تلك البرامج علي هذا الهدف؟ أم أنها تستغل الجرائم لتحقيق شو إعلامي وتقديمها في إطار مثير يسوق للجريمة وينال في نفس الوقت من حقوق المتهمين؟. في البداية يقول حسن عماد مكاوي عميد كلية الاعلام السابق: تطورت معظم تلك البرامج لتتحول من كونها وسيلة لردع المجرم إلي وسيلة قد تدفع إلي ارتكاب الجريمة او قد تجعل المجرم يعتقد انه سيفلت من العقاب وذلك من خلال المغالاة في التغطية التي تعتمد علي شرح وافٍ للتفاصيل ، اي ان تلك البرامج اصبحت تعطي رد فعل عكسيا، كما ان هناك انتهاكات جسيمة لمبدأ حماية الخصوصية للمجرم وأهله فعند نشر اسم الجاني وصورته فهذا لا يتسبب في ايذائه فقط بل يمتد الايذاء لأهله، فالمجرم يجب ان يعاقب لكن دون ان يمتد العقاب لمن حوله لانهم لم يرتكبوا الجريمة معه .. وتعد نقابة الاعلاميين هي الجهة المسئولة عن محاسبة الاعلاميين ولكن للاسف الشديد هي ما زالت تحت التأسيس وعندما تتواجد فهي تستطيع محاسبة اي اعلامي يخرج عن معايير المهنة مثلما تفعل نقابة الصحفيين مع اعضائها ايضا من حق ضحايا جرائم انتهاك الخصوصية مقاضاة الوسيلة الاعلامية التي انتهكت خصوصيتهم وطلب تعويض منها. الفبركة والإثارة ويري عادل عبد الغفار استاذ الاعلام بجامعة القاهرة : احيانا نجد بعض تلك البرامج تسعي لتحريك الجمهور عاطفيا تجاه المجرم وتخلق حالة من التعاطف معه فهذه البرامج حاليا لا تعمل باتجاه نشر الوعي تجاه الجريمة وبالتالي جانب العظة اصبح غير موجود فيها نتيجة اعتمادها علي نوع من الفبركة لإثارة الجمهور لتحقيق نسب مشاهدة عالية وجذب المزيد من الاعلانات وتحقيق الربح علي ضرورة معالجة مسألة الهويه بحكمة شديدة جدا خصوصا اذا تعلق الامر بالحدث(دون الثامنة عشرة) حيث يجب الحفاظ علي حالته النفسية والاجتماعية فنشر اسمه وصورته يعني انه اصبح مجرما امام المجتمع وبالتالي يصعب اعادة دمجه مرة اخري في المجتمع وأحيانا يكون المتهم مازال قيد الاتهام ويتم وصفه بالقاتل أو السارق هذا ليس صحيحا، فمن حق المتهم ان يحاكم محاكمة عادلة وعدم إصدار احكام مسبقة تشكل الرأي العام وتحرض ضد المتهم قبل صدور حكم قضائي ضد المتهم وهناك الكثير من الامثلة علي ذلك فالخطورة هنا تكمن في اصدار وسائل الاعلام لأحكام مسبقة وبعدها يصدر القضاء حكمه النهائي الذي قد يخالف حكم الاعلام المسبق الامر الذي يجعل الجمهور لا يتقبل حكم القضاء بل ويعتقد انه عكس الحقيقة التي رآها في الاعلام الغريب ايضا هو نشر وسائل الاعلام لتفاصيل قضايا مازالت قيد التحقيقات رغم سريتها ،واختتم كلامه بأن الدراسات الاعلامية التي تناولت برامج الجريمة أكدت أن البرامج والدراما كانتا أهم الاساليب لاستقاء المجرمين لأساليب الجريمة. مكافحة الجريمة وتقول د. مني مجدي استاذ بقسم الإذاعة والتليفزيون بكلية الإعلام جامعة القاهرة ان البرامج الان اختلفت كثيرا عن برنامج خلف الاسوار وهو البرنامج الاول الذي تعاون مع قطاع الداخلية وقدمته راوية راشد وكانت علي درجة عالية من الثقافة فكان هدفها الاساسي هو مكافحة الجريمة وتغليب المصلحة العامة علي مصلحتها الشخصية في تحقيق مجد شخصي لها، لذلك لم نجدها تعتمد علي الاثارة لجذب المشاهد رغم ان البرنامج حقق نسب مشاهدة عالية جدا وقتها لأنها عملت علي احترام مواثيق الشرف الاعلامية وطبقتها بكل مهنية فمنع جريمة واحدة أفضل من تصوير وإذاعة 100 جريمة. تقول د. هويدا مصطفي عميد كلية اعلام الشروق : للاسف هناك بعض التجاوزات غير المسموح بها في بعض البرامج،فلا يجوز للاعلامي حتي ولو كان هدفه التوعية ان ينصب نفسه للحكم علي الاشخاص او ان يحول برنامجه إلي ساحة للقضاء.. قائلة: اي مهنة تتطلب بذل الجهد، لكن مسئولية الاعلامي مضاعفة لذلك عليه ان يبذل المزيد من الجهد ولكن هذا ليس معناه التباهي والتفاخر لا توجد امكانية لفعل ذلك ابدا فربما يعتمد بعض الاعلاميين علي عدم فهم الجمهور جيدا بأدوات العمل التليفزيوني، ايضا عندما ترتكب الجريمة علي الهواء فهذا في ذاته جريمة لان الجريمة إذا وقعت علي الهواء اصبح كل المشاهدين شهود عيان عليها.