أبو العز الحريرى على مائدة أخبار اليوم للحوار أبوالعز الحريري المرشح لرئاسة الجمهورية صاحب تاريخ نضالي عريض .. عاش طوال العقود الماضية محاصراً ومطارداً وسجيناً.. وبالرغم من مرارة السجن وقسوة الاقصاء .. ظل أبوالعز وفياً لمواقفه لم يتنازل عنها أبداً. في أعقاب ثورة يناير تحول المناضل أبوالعز الحريري إلي شخصية مثيرة للجدل وللأزمات..يطعن علي شرعية مجلس الشعب ويطالب بحله وهو عضو فيه ويجلس تحت قبته.. يقف بالمرصاد للأغلبية المسيطرة علي البرلمان ويتهمها بمحاولات اختطاف مصر وفي نفس الوقت يعترف بشفافية ونزاهة الانتخابات البرلمانية..يقدم نفسه مرشحاً للرئاسة ويطعن ضد المادة 82 من الإعلان الدستوري التي تحصن قرارات اللجنة العليا المشرفة علي الانتخابا.ت »أخبار اليوم« استضافت أبوالعز الحريري المرشح لرئاسة الجمهورية لتسأله عن كل هذه التناقضات ورؤيته لمستقبل مصر خلال الفترة القادمة؟!. في الوقت الذي يري فيه الكثيرون أن الإخوان والسلفيين والمجلس العسكري كانوا من أبرز القوي التي ساندت نجاح ثورة يناير.. كيف تفسر إصرارك الدائم علي اتهام هذه القوي بأنها الثورة المضادة؟ منذ عدة عقود وأنا أعمل في الشأن العام أرصد أوضاع المجتمع ومشهده السياسي بالتحديد ومن هذا المنطلق فأنا لا أوزع تهماً بالباطل ولكنني أحلل مواقف هذه القوي وأبني أحكامي بناء علي أفعال هذه القوي والتي أري أنها سعت منذ ثورة يناير لتحقيق مصالحها الضيقة بعيداً عن مصالح الوطن. لم يكن من قبيل المصادفة ونحن في الميدان وكنا قد اتفقنا علي ألا نتفاوض مع النظام السابق إلا بعد سقوط مبارك قيام الإخوان بالتوجه إلي قصر الرئاسة للتفاوض مع اللواء عمر سليمان نائب الرئيس السابق طمعاً في تحويل المحظورة إلي المحظوظة مقابل وأد الثورة وترحيل الشباب من الميدان. دلالة أخري تكشف عن أن الإخوان كانوا يعملون لمصالحهم الخاصة كشفت عنها تعجلهم في انهاء الفترة الانتقالية في الوقت الذي كنا نفضل فيه أن يستمر المجلس العسكري في الحكم لمدة عامين كحام للثورة بعد أن يتطهر من نظام مبارك لتحقيق ما نادت به الثورة ولكنهم رفضوا مقابل مصالحهم الخاصة وعندما كان الشباب يخرجون في مليونيات للضغط علي المجلس لتحقيق أهداف الثورة كان الاخوان والسلفيون يرفضون المشاركة بل كانوا ينظمون مليونيات معاكسة لإيهام المجلس العسكري بأنهم الأغلبية في الوقت الذي كانوا فيه معادين للثورة وانقضوا عليها بزعم الإرادة الشعبية الزائفة التي اعطتهم الأغلبية البرلمانية.. نحن لن ننسي أبداً موقف السلفيين الذين اعتبر قادتها أن الخروج في ثورة يناير معصية لله وللرسول صلي الله عليه وسلم ومع ذلك حصلوا علي 521 مقعداً ببرلمان الثورة. ألا تري أن ما نقوله يتناقض تماماً مع رأي الشارع الذي منح السلفيين والإخوان أغلبية كاسحة في البرلمان؟ ما حدث في انتخابات البرلمان وبالتحديد انتخابات مجلس الشعب عملية استثنائية تصادفت مع لحظة تاريخية كانت مواتية لهم وهم استغلوا ظروفا معينة تعود لعدة قرون ساهمت في انتشار ثقافة فقهية معينة ليست صحيحة هذا المناخ خلق لهم أرضية مناسبة للحصول علي هذه الأغلبية دعنا نتفق علي أن ما جري في العملية الانتخابية ليس هو المعبر الحقيقي عن الارادة الشعبية المفترضة الصحيحة في مجتمع يعيش 06 بالمائة من أفراده تحت خط الفقر ويعاني 53٪ من أبنائه من الأمية الأبجدية. وكما قلت فإن طريقة إجراء الانتخابات هي التي أعطت الإخوان والسلفيين هذه الأغلبية التي تحكم في انتخاباتها البلطجة السياسية والمالية وتزوير ارادة الناس من خلال استغلال فقرهم وحاجتهم وهذا عمل لا يرضي الله. ولكن الانتخابات البرلمانية كانت نزيهة بشهادة الجميع؟ النزاهة ليست بوضع الصوت الانتخابي في الصندوق ولكنها منظومة متكاملة تتحقق بعدم تزييف الوعي ولذلك نري أن القوي التي حصدت ثمار الثورة بأغلبية كاسحة في مجلس الشعب هي التي صممت علي قانون الانتخابات رغم ما يعتريه من عوار وأنا حتي قبل الانتخابات قلت ان هذا القانون مزيف دستورياً وقانونياً وسياسياً وكانت هناك مؤامرة مشتركة بين الاخوان والسلفيين والمجلس العسكري لعمل نظام انتخابي يخدم أهداف الاخوان والسلفيين وحتي تسقط الدولة في أيديهم ويحولوا دون وصول الثورة للحكم عكس ما حدث في ثورة 32 يوليو التي أدت لاشتعال القومية العربية فالأمريكان والخليجيون والصهاينة وقفوا ضد الثورة لمعرفتهم بخطورتها واشتعال الربيع العربي يعني أنه بالامكان ان يصل الي دول أخري ويهز عروشا ويغير أنظمة ومن الممكن أن يؤدي إلي توحد دول ويبدأ العد التنازلي لانهيار الصهيونية في فلسطين وقيام الدولة الفلسطينية وهذا حل تاريخي كان يمكن الوصول إليه لولا اتفاقيات العسكري والإخوان والسلفيين الذين لن يخجلوا بعد وصولهم للحكم من الاعتراف باتفاقية كامب ديفيد. هل تعتقد أنه لو تم إعادة الانتخابات البرلمانية هل سيحصل الإخوان والسلفيون علي نفس النسبة الكاسحة؟ أعتقد أنهم سيحصلون علي نسبة كبيرة ولكن ليست كالتي حصلوا عليها في الانتخابات الماضية خاصة بعد الأداء غير الجيد تحت قبة البرلمان كذلك ارتفاع درجة الوعي السياسي لدي الشعب المصري والذي بدأ يشعر بحقائق كثيرة كانت غائبة عنه في مقدمتها أن الاخوان لم يكونوا مع التغيير ولكنهم كانوا مع الاصلاح ولنعود إلي تصريحات كمال الهلباوي التي قال فيها ان الشعب المصري ليس مع الاخوان وأن هناك اختلافا فقهيا فالشعب المصري صوفي بالأساس وهناك الآن تكتل صوفي في مواجهة هجوم الإخوان والوهابية السلفية التي اغدقت عليهم بالأموال. قدمت طعناً لحل مجلس الشعب وتري أنه جاء بتزييف الإرادة الشعبية فلماذا لم تقدم استقالتك من المجلس حتي الآن؟ ولماذا أقدم استقالتي أنا موجود داخل المجلس لكي أقاوم الباطل وأعطي نموذجاً للإنسان المناضل الذي لا يرضي بالكعكة الحرام وقمت بنفس الموقف في انتخابات الرئاسة فبعد أن تقدمت بأوراق ترشحي للرئاسة أقمت دعوي ضد المادة 82 من الإعلان الدستوري التي تحصن عمل اللجنة القضائية لانتخابات الرئاسة وتمنع الطعن علي قراراتها فأنا شخصياً لا يعنيني سوي وطني في المقام الأول. ألا تري أن امكانية قبول طعنك علي شرعية مجلس الشعب والتسريبات التي تشير إلي توصيات في تقرير هيئة مفوضي الدولة بحل البرلمان تعيدنا إلي نقطة الصفر؟ نحن نمر بمرحلة أسوأ من نكسة 76..المناخ خلال المرحلة الانتقالية لم يكن جيداً ومازال وتم الاساءة للثورة بشكل متعمد خلال المرحلة الانتقالية حتي الانتخابات البرلمانية لم يكن يستطيع خوضها إلا من كان ممولاً تمويلاً سيئاً وحصدها الذين استخدموا الدين لأغراضهم الشخصية ولذلك طعنا علي المجلسين وكذلك الجمعية التأسيسية باطلة والدستور الذي سينتج عنها باطل وبالتالي نحن بالفعل نعود إلي نقطة الصفر لأن الاخوان والسلفيين والمجلس العسكري حفروا حفرة وسقطوا فيها وأسقطوا معهم الوطن. ما السبيل للخروج من هذه الأزمة؟ كما قلت نحن عدنا إلي المربع صفر وهذا يمكن أن يؤدي إلي حل البرلمان وللأسف هذا يعني أيضاً بقاء المجلس العسكري ولكن علي أن يقوم بتصحيح المسارات من خلال اصدار إعلان دستوري جديد وقانون جديد يسمح بإجراء انتخابات صحيحة ودون ذلك أري أن الأوضاع يمكن أن تتأزم ويعود الناس للميادين وربما تأتي قيادة ثورية تسعي لإزاحة القائمين علي حكم البلاد وربما يخرج السلفيون والإخوان لمقاومة ذلك مما ينذر بحرب أهلية. طرحت سيناريوهات للخروج من الأزمة الأول حرب أهلية هذا مرفوض منطقياً من جميع القوي بالتأكيد والآخر استمرار المجلس العسكري مما يعني اطالة أمد الفترة الانتقالية فهل تميل إلي استمرار المجلس العسكري؟ في البداية لست مائلاً لبقاء واستمرار المجلس ولكنني أقدم قراءة لمعطيات الواقع وهذا السؤال يمكن أن يجيب عنه الذين تآمروا مع المجلس العسكري منذ البداية والذين أرادوا استمراره في الحكم وتاجروا بالدين وقالوا ان المادة الثانية في خطر لاستقطاب البسطاء وكذبوا علي الله ورسوله صلي الله عليه وسلم وكانت النتيجة الوضع الكارثي الذي وصلنا إليه جميعاً. ولكن الواقع يؤكد أن هناك خلافات واضحة بين الاخوان والمجلس العسكري وهذا ما ظهر بوضوح في ترشيح الجماعة للمهندس خيرت الشاطر؟ الإخوان والسلفيون ارادوا تحويل مصر إلي عزبة اخوانية - سلفية ودفعوا بالشاطر لانتخابات الرئاسة وهناك احتدم وانكشف الصراع بين العسكري والإخوان والسلفيين. الإخوان قالوا إذا كنا لا نستطيع أن نقيل الحكومة فيجب أن نحصل علي منصب الرئيس الذي يأتي بالحكومة وبهذا تستحوذ علي الرئاسة والحكومة والبرلمان والمحليات وحتي دورات المياه في الشارع في سياسة مماثلة لسياسة الحزب الوطني المنحل هنا شعر العسكري بالخطر وبمحاولات الاخوان والسلفيين لابتلاع البلد ولذلك دفعوا باللواء عمر سليمان في اللحظات الأخيرة. بمناسبة الحديث عن المهندس خيرت الشاطر لماذا أقمت دعوي قضائية لاقصائه من انتخابات الرئاسة وهل تعتقد أن اللواء عمر سليمان كان جاداً في خوض الانتخابات؟ لسنا ضد المهندس خيرت الشاطر بعينه ولسنا ضد أي مرشح ولكننا طعنا عليه لأنه لم يكن قد استكمل موقفه القانوني الخاص بالعفو عنه ونحن من كشفنا زيف وضعه أمام لجنة الانتخابات وليس المجلس العسكري أما بالنسبة لخوض عمر سليمان الانتخابات فأعتقد أنه كان جاداً في ذلك ولم تكن تمثيلية ولكنه جاء في اطار صراع الكبار من أجل الاستحواذ علي أكبر قدر من التورتة. من الواضح أن صياغة دستور جديد لمصر أصبح من الأزمات الكبري والفترة الانتقالية أوشكت علي النفاد فهل تري أن المدة القليلة المتبقية كافية لإعداد دستور أم أننا يمكن أن نلجأ لدستور مؤقت أو احياء لدستور 17 بعد تطهيره؟ من الممكن أن يكون هناك قرارا بإعلان دستوري مثلما حدث عام 65 والأمر الآخر أن يصدر إعلان بدستور مؤقت يصحح الاجراء من وجهة نظر المجلس العسكري وكذلك فنحن نملك دستورين بالغي الصلاحية بعد إجراء بعض التعديلات هما دستور 17 أو دستور 32 ومن الممكن أيضاً الاستعانة بدستور 45 الذي لم ير النور. إذا تركنا أزمة الدستور المتشابكة وذهبنا إلي الانتخابات الرئاسية الساخنة فلا جدال انك تمتلك تاريخاً نضالياً استندت إليه عند ترشحك لمنصب الرئاسة فمن تري من مرشحي الرئاسة الآخرين يمتلك مثل هذا التاريخ؟ دعنا نتحدث بصراحة أنا أري أن مصر في هذه الفترة الحرجة من تاريخها تحتاج إلي رجل صاحب قرار وتاريخ أما بالنسبة لرأيي في تجارب بعض مرشحي الرئاسة فأنا أري أن حمدين صباحي وخالد علي والمستشار هشام البسطويسي يمتلكون تجارب ولديهم محاولات أما الباقي فقد كانوا يسيرون عكس الاتجاه ولو كنت أري من بين المرشحين من هو أفضل مني لتنازلت لصالحه فوراً. لماذا صرحت من قبل بأن المرشح د.عبدالمنعم أبوالفتوح اخواني بشرطة رغم الخلافات الشديدة بينه وبين الجماعة والمرشد؟ لا أعتقد اطلاقاً أن هناك اختلافاً بين ابوالفتوح والجماعة فهو لم ينكر تاريخه الإخواني ودوره المكمل لدورهم في هدم المجتمع المصري اقتصادياً واجتماعياً وأياً كانت اختلافاتهم فأنا أري أنها اختلافات شكلية فالنسيج واحد والأهداف واحدة وأنا جاهز للمناظرة معهم إذا كانت لديهم الجرأة. كيف تري حظوظ وفرص عمرو موسي وخاصة أن البعض يحسبه علي النظام السابق رغم محاولاته انكار ذلك.؟ عمرو مبارك وزير خارجية النظام السابق لعشر سنوات، لم ينطق بحرف واحد وقتها ضدهم وبحكم موقعه السابق كان يعلم الكثير من التجاوزات وفي الجامعة كان يعلم اكثر ومع ذلك لم ينطق بكلمة. فلم يقل شيئا ضد التوريث وشارك في التحرير متأخرا. كيف تري الانفاق في حملات الرئاسة؟ الانفاق خرافي وهو عمل اجرامي هدفه تزوير وعي الناس واستغلال حاجتهم، ولو أن لدي قناعة بأن من بين المرشحين الاخرين من هو افضل مني لانسحبت فورا لصالحة ومن ينفق هذه المليارات لتزوير وعي الناس ليس وطنيا واللجنة الانتخابيه لن تتمكن من ضبط هذا الامر لان التلاعب فيه امر قائم. ميزانية حملتك .. كم يبلغ مقدارها حتي الان قمت بانفاق ما يقرب من 581 الف جنيه كيف تري فرصك في النجاح؟ أنا حققت نجاحي اما قصة التصويت فلها عوامل اخري من امكانيات أو ادراك من الناخبين، قد احصد ما اريد وقد لا احصده ولكنني علي كل حال انا احفر تيارا نضاليا شريفا احاول من خلاله ان اعطي نموذجا للمواطن الملتزم بوطنيته المدرك لحقيقة دينه غير المزايد أو المتكلف الذي يعيش بالبسيط من مقومات الحياة.