قال رسول الله صلي الله عليه وسلم «كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون». الاعتراف بالخطأ فضيلة يفتقر إليها الكثير من الناس رغم انها شجاعة وذلك لانها عسيرة إلا علي النفس المؤمنة القوية ولذا لا يقدم عليها إلا المتصف بالاحترام.. فمن اعترف بالخطأ أقر بإنسانيته لان الخطأ وارد قال تعالي «خلق الانسان من عجل» ولا يستطيع انسان ان يدعي العصمة مهما كان.. فالانسان الذي يخطئ ولا يقر بخطئه انسان فيه لؤم ولا أمان له وقد أوضح الله سبحانه وتعالي نماذج للخطأ والتوبة فمثلا أبونا آدم وأمنا حواء حين انجرا وراء إبليس اللعين بعد ان أقسم لهما أنه صادق فأكلا من الشجرة وبدت لهما سوءتهما اعترفا بالخطأ قائلين: ربنا ظلمنا أنفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين فعفا الله عنهما.. وعفو الله ليس لهما فقط بل لكل مخطئ فقد وعد الله سبحانه وتعالي المخطئين الذين فعلوا ما فعلوه عن جهل وسوء تقدير ثم تابوا المغفرة والرحمة. لذا الاعتراف بالخطأ في الوقت المناسب وعدم التسويف ينجي صاحبه في الدنيا بأن يسامحه من أخطأ في حقهم ويعني رجاحة العقل والقول والرأي واكتساب الآخرين ورضاء الله عن عبده الذي يقف بين يديه معتذرا مقرا بخطئه وتقصيره فيفرح به وبتوبته. وفي الآخرة إن كان الخطأ في العقيدة كالشرك بالله فهذا لا غفران له. اما ان كان الخطأ في حق الآخرين ولم يتح التوبة منه في الدنيا فلابد من طلب السماح ممن أخطأ في حقهم حتي يسمح له بدخول الجنة وهذا من عظمة الاسلام الذي شرع لنا ثقافة الاعتذار ليغرس في النفس الخلق الحسن والمعاملات الهادئة بين البشر . اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.