وفاء الغزالى أصبح المشهد السياسي العاصف المتقلب هو المشهد الوحيد الذي يفرض نفسه علي الجميع.. لا تستطيع أن تكتب في شئ سواه ولا أن تقرأ غيره.. الي أين نحن ذاهبون.. هذا هو السؤال الذي يفرض نفسه علي الجميع.. ولكن هذا السؤال الذي يعبر عن الحيرة والتردد هل هو وليد اليوم فقط.. .. صحيح أننا نمر بأكثر مراحل التاريخ حيرة وتخبطا وتردداً ولكن منذ متي عرفنا الاستقرار ومنذ متي استقررنا علي رأي أو اتجاه واحد مقنع للجميع؟!.. ..إذا نظرنا نظرة عابرة للخلف نجد أننا لم تهدأ أحوالنا أبداً ولم نسر في اتجاه ونحن عنه راضون كل الرضا.. حينما قامت ثورة 32 يوليو فرحنا بها وهللنا لها وقلنا يومها »عرف الشعب طريقه« ولكن ما إن رحل عبدالناصر حتي تحولنا عن هذا الطريق واختصرت هذه الثورة في نكسة هي أكبر هزيمة عسكرية. ..وأتي السادات.. رضينا به أيضاً حينما جاء لنا بثورة جديدة قد نكون نسيناها ولكن رموزها باقية وفي ثورته جمع كل رجال عبد الناصر وزج بهم الي سجون لعشرات السنين والشعب المصري يهتف تسقط مراكز القوي ولكن قبل أن تسقط مراكز القوي سقط قائد الثورة الجديدة علي يد أبناء جيشه من الاسلاميين الذين رحب بهم وفتح لهم الطريق واسعاً.. ..حينما قتل السادات ظن البعض أننا عائدون الي طريق عبد الناصر ومضينا علي طريقه واستمر مبارك 03 عاماً لا يخطو خطوة واحدة بعيداً عن مسلك السادات ولكننا في النهاية ثرنا عليه ولا نعرف حقيقة علي أي شيئ كانت ثورتنا.. وهل كانت علي الاشخاص وفكرة التوريث أم كانت علي الاتجاه والمنهج؟.. ..إن كانت الثورة علي الاشخاص فقد تحققت أهدافها.. وليذهب كل في طريقه أما ان كانت الثورة علي المنهج فنحن لم نفعل شيئاً حتي الان.. ذهب الوطني الديمقراطي وجاء الحرية والعدالة.. متي تتحقق أهداف ثورة يناير.. الي أين يا مصر. ؟