استبدال كسوة الكعبة بأخرى جديدة تكلفتها 22 مليون ريال شهد العالم فجر أمس عملية استبدال كسوة الكعبة المشرفة بكسوة جديدة بإشراف مدير عام مصنع الكسوة الدكتور محمد با جودة وقام بإنزال ثوب الكعبة القديم واستبداله بثوب جديد تم صناعته من الحرير الخالص بمصنع كسوة الكعبة المشرفة. وتبلغ التكلفة الإجمالية لثوب الكعبة المشرفة 22 مليون ريال وتصنع من الحرير الطبيعي الخاص الذي يتم صبغه باللون الأسود ويبلغ ارتفاع الثوب 14 مترا، ويوجد في الثلث الأعلي منه الحزام الذي يبلغ عرضه 95 سنتيمترا وبطول 47 مترا والمكون من 16 قطعة محاطة بشكل مربع من الزخارف الإسلامية. كما توجد تحت الحزام آيات قرآنية مكتوب كل منها داخل إطار منفصل ويوجد في الفواصل التي بينها شكل قنديل مكتوب عليه يا حي يا قيوم يا رحمن يا رحيم الحمد الله رب العالمين ومطرز بتطريز بارز مغطي بسلك فضي مطلي بالذهب ويحيط بالكعبة المشرفة بكاملها. وتشتمل الكسوة علي ستارة باب الكعبة ويطلق عليها البرقع وهي من الحرير بارتفاع ستة أمتار ونصف وبعرض ثلاثة أمتار ونصف مكتوب عليها آيات قرآنية ومزخرفة بزخارف إسلامية مطرزة تطريزا بارزا مغطي بأسلاك الفضة المطلية بالذهب. وتتكون الكسوة من خمس قطع تغطي كل قطعة وجها من أوجه الكعبة المشرفة والقطعة الخامسة هي الستارة التي توضع علي باب الكعبة ويتم توصيل هذه القطع مع بعضها البعض. كانت من مصر وظلت كسوة الكعبة المشرفة ترسل من مصر عبر القرون، باستثناء فترات زمنية قصيرة إلي أن توقف إرسالها نهائياً من مصر سنة 1961 عندما أنشأت السعودية مصنعا لها، وقد صنعت تلك الكسوة علي غرار الكسوة المصرية، فكانت علي أحسن صورة من حسن الحياكة واتقان الصنع وإبداع التطريز، يزينها الحرير الأسود الذي نقشت عليه (لا إله إلا الله محمد رسول الله) علي شكل رقم (8) وفي أسفل التجويف (يا الله) وفي الضلع الأيمن من أعلي الرقم (8) (جل جلاله) وكذلك في أعلي الضلع الأيسر (جل جلاله). أما الحزام فكان عرضه مثل عرض الحزام الذي كان يعمل في مصر، مطرزاً بالقصب الفضي المموه بالذهب. أما تلك الكتابات التي كتبت علي الحزام فهي نفس الآيات القرآنية التي كانت تكتب علي حزام الكسوة المصرية في جميع جهاتها باستثناء الجهة الشمالية المقابلة لحجر إسماعيل عليه السلام، حيث كتب علي الحزام من تلك الجهة، العبارة التالية (هذه الكسوة صنعت في مكة المباركة المعظمة بأمر خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود ملك المملكة العربية السعودية). مثل البرقع المصري وأما البرقع (ستارة باب الكعبة المشرفة) فقد صنع أيضاً علي غرار البرقع المصري وكتبت عليه نفس الآيات القرآنية والعبارات التي كانت تكتب علي برقع الكسوة المصرية، باستثناء المستطيلات الأربعة التي تتوسط البرقع والتي كان يكتب عليها عبارة الإهداء في الكسوة المصرية، حيث استبدل بها قوله تعالي: (وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً - وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خساراً) (سورة الإسراء: 81-82) ثم أضيفت في ذيل البرقع دائرتان صغيرتان مكتوب في داخلهما عبارة: (صنع بمكةالمكرمة سنة). وقد كسيت الكعبة المشرفة في ذلك العام 1928، بهذه الكسوة التي تعتبر أول كسوة للكعبة تصنع في مكةالمكرمة. مصنع أم الجود وظلت دار الكسوة بأجياد تقوم بصناعة الكسوة الشريفة منذ تشغيلها في عام 1928، واستمرت في صناعتها حتي عام 1938. ثم أغلقت الدار، وعادت مصر بعد الاتفاق مع الحكومة السعودية إلي فتح أبواب صناعة الكسوة بالقاهرة سنة 1938 وأخذت ترسل الكسوة إلي مكةالمكرمة سنوياً حتي عام 1961 ثم أعيد فتح المصنع وظل يقوم بصنع الكسوة الشريفة إلي عام 1977، ونقل العمل في الكسوة إلي المصنع الجديد، الذي تم بناؤه في أم الجود بمكةالمكرمة، ومازالت الكسوة الشريفة تصنع به إلي يومنا هذا. من الحرير المستورد وتمر صناعة الكسوة بعدة مراحل هي مرحلة الصباغة التي يتم فيها صباغة الحرير الخام المستورد علي هيئة شلل باللون الأسود أو الأحمر أو الأخضر ومرحلة النسيج ويتم فيها تحويل هذه الشلل المصبوغة إما إلي قماش حرير سادة ليطبع ثم يطرز عليه الحزام أو الستارة أو إلي قماش حرير جاكارد المكون لقماش الكسوة ومرحلة الطباعة ويتم فيها طباعة جميع الخطوط والزخارف الموجودة بالحزام أو الستارة علي القماش بطريقة السلك سكرين وذلك تمهيدا لتطريزها ومرحلة التجميع ويتم فيها تجميع قماش الجاكارد لتشكل جوانب الكسوة الأربعة ثم تثبت عليه قطع الحزام والستارة تمهيدا لتركيبها فوق الكعبة المشرفة. وتتم هذه المراحل في جميع أقسام المصنع المتمثلة في أقسام الحزام والنسيج اليدوي والنسيج الآلي والطباعة والأعلام والستارة والصباغة ويعمل بها أكثر من مائتي موظف من الكوادر السعودية المؤهلة والمدربة علي هذه الصناعة المميزة.. وينتج المصنع الكسوة الخارجية والداخلية للكعبة المشرفة إضافة إلي الأعلام والقطع التي تقوم الدولة بإهدائها لكبار الشخصيات.