في ظل انتعاش سوق الكاسيت والساحة الغنائية المصرية من خلال قيام العديد من المطربين باصدار ألبومات غنائية هذا العام من ناحية، وكذلك عودة الكثيرين منهم بعد غياب مثل سميرة سعيد وهشام عباس وغيرهما من ناحية أخري، إلا ان المطربين المصريين لازالوا يستعينون باللون الخليجي في ألبوماتهم الغنائية فمنهم من يكتفي ببعض الأغنيات من هذا اللون في ألبوماتهم والبعض الاخر يفرضه في جميع أغاني ألبوماته. وكانت من ابرز التجارب التي قدمها المطربون المصريون مع اللون الخليجي تجارب أنغام التي كانت قد قدمت بعض الاغاني باللهجة الخليجية في ألبوماتها مثل «انت العالم» و»شيء ضاع» و»خلي بكرة لبكرة» ،وكما ذكرت في وقت سابق أنها تعتزم تقديم ألبوم خليجي كامل، ولكن بعد طرح ألبومها الجديد في الاسواق والذي انتهت من وضع لمساته الاخيرة، كذلك كانت الحال مع إيمان البحر درويش الذي قام بتقديم أغنية خليجية من خلال ألبومه الغنائي «ولا عمرك وحشتيني» حيث قدم فيها اغنية «يالليل دانا» التي كانت للفنان الراحل «طلال مداح»، كذلك الحال مع «خالد سليم» الذي كانت له تجربة مع هذا اللون بحكم نشأته في دولة الكويت والتي كانت لها اثر كبير في تأهيله لخوض تلك التجربة حيث قدم هو أيضا العديد من الأغاني كما قدم ألبوما كاملا بالخليجي بعنوان «مانساك أبدا»، وكذلك المطربة الصاعدة «كارمن سليمان» نجمة برنامج اكتشاف المواهب الغنائية «آراب أيدول» في تجربتها السابقة التي قدمتها مع نجم الخليج محمد عبده من خلال اغنية «أخباري» وغيرها من الاغنيات مثل «حسيبك ربنا» و»سلام» و»أناني»،حتي انتشرت الظاهرة وعادت تسيطر علي المشهد داخل الساحة الغنائية هذا العام حيث يأتي أحمد جمال بتقديم أول ألبوماته هذا العام والذي يحمل عنوان «يلا نعيش» حيث قدم من خلاله 3 أغنيات باللهجة الخليجة من أصل 13 اغنية، بالإضافة إلي نجوم آخرين اعلنوا تقديمهم لهذا اللون في ألبوماتهم المقرر طرحها خلال الفترة القادمة في مقدمتهم انغام وخالد سليم وايساف . حجج منطقية وقد ارجع بعض هؤلاء المطربين اسباب استعانتهم او لجوئهم للغناء الخليجي لعدة اسباب من بينها فتح المجال امامهم لاسواق اخري خارج السوق المصرية كما رفض بعضهم التفرقة بين الغناء باللهجة المصرية او الغناء بلهجة اخري معلنين اهتمامهم في المقام الأول بطبيعة العمل وفكرته التي تتغاضي جودتها عن اللهجة التي تقدم بها.وهو ما اعلنته انغام عقب تجربتها الأولي في الغناء باللهجة الخليجية حينما تعرضت وقتها لهجوم شديد،بينما يري المطربون الشباب الذين يعاودون التجربة من جديد ان الاغنية والموسيقي بصفة عامة ليس لها اطار يحكمها،وانها اكبر بكثير من ان تنحصر في دولة كما ان هناك عاملا مشتركا يجمع كل جماهير الوطن العربي وهي اللغة الواحدة التي قربت بين كل شعوب المنطقة العربية وجعلت للمطربين المصريين جمهورا لا يستهان به في دول الخليج والعكس، وبالتالي اصبح من الطبيعي ان يقدموا لهم اعمالا خاصة بلهجتهم ايضا، ومن بين هؤلاء المطربين النجم خالد سليم حيث يري ان الدافع وراء اعادة تقديمه لهذا اللون يرجع إلي عشقه الشديد للغناء باللهجة الخليجية التي اعتاد عليها واتقنها منذ صغره وغيرها من الألوان التي اجاد الغناء بها كاللون الغربي ايضا الذي سبق وقدمه،كما أشار خالد إلي ان نجاح تجربته السابقة في الغناء باللهجة الخليجية كان دافعا اساسيا لخوضه التجربة من جديد مشيرا إلي ان غناء المطرب بلهجة غير لهجته اصبح امرا عاديا خاصة في ظل تغني مطربي الخليج باللهجات المصرية وكذلك اللبنانيون . واتفق معه في الرأي المطرب الشاب ايساف الذي يخوض اولي تجاربه هذا العام في الغناء باللهجة الخليجية من خلال احدي اغنيات ألبومه المقبل حيث اوضح ان عشقه للهجة الخليجية ايضا كان السبب وراء تفكيره في خوض هذه التجربة كما اشار انه من عشاق ومتذوقي الغناء الخليجي ومتابع جيد له،واضاف : تعد هذه الاغنية من اهم المفاجآت التي يحملها الألبوم الجديد ،وكنت اسعي لتقديمها منذ فترة ولم يحالفني الحظ خاصة انني اصبحت علي احتكاك بالجمهور الخليجي وتحديدا في السنوات الاخيرة الماضية من خلال حفلاتي والتي اقيمها هناك والتي اعتدت خلالها علي الغناء باللهجة الخليجية. رؤية نقدية يأتي ذلك في الوقت الذي اعتبر فيه بعض خبراء ونقاد المجال ان انتشار هذه الظاهرة وعودتها إلي السوق المصرية من جديد يرجع لرغبة المطربين في الاستحواذ علي شهرة وشعبية اكبر من التي يتمتعون بها وهو ما اكده الموسيقار حلمي بكرقائلا : سبب استعانة المطربين المصريين باللون الغنائي الخليجي في اعمالهم يرجع إلي خلق مجال للاحتفاظ بشهرتهم معتقدين بأن ذلك هو المخرج الذي قد يذهب بهم بعيدا عن تراجع سوق الغناء المصرية.و أضاف :للأسف المطربون القدامي امثال «عبد الحليم» و»أم كلثوم» كانوا يغنون بالخليجي الامر الذي جعل الجمهور الخليجي يحضر حفلاتهم خصيصا اما في تلك الايام يحدث العكس تماما فالمطرب هو الذي يذهب إليهم للغناء بالخليجي للرواج لنفسه. بينما نفي الموسيقار هاني شنودة ان يكون سبب هذه الظاهرة انتعاش السوق الخليجية في ظل ركود السوق المصرية،وبرر ذلك قائلا :حرية الاختيار متاحة بين المطربين فمنهم من يحتاج للغناء بالخليجي للرواج لنفسه ومنهم من هو مشهور بما يكفي فلا يحتاج لذلك ، ولكن الامر يأتي بمنظور آخر ألا وهو ان المطرب او المنتج يريد ان يخرج من دائرة ازمة الغناء في مصر وهي ان صناعة الاغنية تتعرض دائما للقرصنة من خلال الانترنت وهي المشكلة الاكبر دائما في الساحة الغنائية، لذلك فصناع الغناء يتجهون دائما إلي الغناء بالخليجي والسفر للخارج للرواج لأنفسهم.