في كل يوم تأخذنا مشكلة او قضية بعيدا عن الطريق الذي نريد أن نسلكه.. ونريد لمصر أن تعبره إلي واحة الهدوء والاستقرار. نخرج من مشكلة.. ندخل في غيرها.. تأخذ ساعات أو أياما أو شهورا.. إلا أننا لا نفرغ أبدا من المشاكل.. وهذا ما جعل المصريين مكتئبين.. زهاقنين.. قرفانين.. متشائمين من الغد.. ونسأل أنفسنا متي تنتهي هذه الدوامة.. ولا نجد اجابة. أزمة الجمعية التأسيسية للدستور.. أزمة العزل السياسي لرموز النظام السابق.. أزمة سحب الثقة من الحكومة.. أزمة البلكيمي.. أزمة العليمي.. أزمة أبو إسماعيل.. أزمة الشاطر وعمر سليمان.. أزمة زيارة المفتي للقدس.. هذا بعض من أزمات رأيناها وعشناها في أيام قليلة مضت.. كلها لم تحل بعد.. ولا يبدو أن لها حلا مثلا مثل أزمة الشهداء.. ومحاكمة المسئولين السابقين.. وأزمة البالون وماسبيرو ومحمد محمود ومجلس الوزراء.. كل هذه أزمات لم تحل شفرتها ولم تفك رموزها بعد.. فماذا ننتظر من الازمات التي نعيشها الآن؟ كل تلك الأزمات تسبب أزمات أخري.. أزمة أمن.. أزمة ثقة في الاقتصاد المصري.. أزمة سيولة.. أزمة بطالة في كل بيت.. أزمة توقف النشاط الرياضي في كل اللعبات.. في كل الاندية.. كل تلك الأزمات تقول إن مصر لم تعد دولة.. أصبحت سيارة عطلانة خربانة.. بلا عجلات.. بلا بنزين.. بلا سائق.. وهي تنتظر كل هذا والبدء في اصلاحها حتي تكون جاهزة للسير. الأزمة الكبري الآن هي أننا لا نعرف كيف نبدأ.. ومن أين نبدأ.. هل من مجلس الشعب أم من ميدان التحرير.. أم من ساحات المحاكم.. أم نترك كل هذا ونبدأ من نقطة الصفر.. نقطة 11 فبراير التي بدأنا منها المشوار لكننا انحرفنا بالتأكيد وتلخبطنا وتعثرنا.. وضللنا الطريق. وحتي نصبح قادرين علي أن نبدأ من جديد لابد أن نستعيد روح الثورة في 52 يناير حتي 11 فبراير.. الروح التي غابت.. فجعلت الناس تكره نفسها.. ما دمنا غير قادرين علي الثورة فلماذا قمنا بها.. هذا أمر حتي لو لم أكن مقتنعا به.. إلا أن الكل غير راض عما يحدث في مصر الآن.. كل حسب فكره ورأيه وموقفه واجندته. نحن في حاجة إلي أن نتوحد من جديد.