يصل الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم إلي أندونيسيا، التي تعد المحطة الأخيرة في جولته الآسيوية التي شملت سنغافورة والصين، وتعد أول زيارة لرئيس مصري إلي أندونيسيا منذ عام 1983. ويعقد الرئيس عقب وصوله لقاء قمة ثنائياً مع الرئيس الاندونيسي «جوكو ويدودو» يليه اجتماع موسع بحضور وفديّ البلدين. وسوف تشهد الزيارة التوقيع علي مذكراتِ تفاهمٍ بين البلدين في عدد من مجالات التعاون الثنائي. ومن المقرر أن يقوم الرئيس بزيارة إلي مقر الأمانة العامة للتجمع الاقتصادي لدول جنوب شرق آسيا «الآسيان»، حيث يلتقي بسكرتير عام التجمع لبحث سبل تعزيز التعاون والتنسيق بين مصر ودول الآسيان علي الصعيد الاقتصادي، لاسيما علي ضوء الفرص الواعدة التي توفرها مصر في إطار العديد من المشروعات التنموية والاستثمارية التي تدشنها في المرحلتين الراهنة والمستقبلية. وأكد احد المصادر الدبلوماسية علي أهمية زيارة الرئيس لإندونيسيا اقتصاديًا حيث إن الاقتصاد الإندونيسي يحتل المركز ال18 عالميا من حيث الناتج المحلي الإجمالي الاسمي، وال15 من حيث القوة الشرائية، لافتًا إلي أن إندونيسيا تجربة فريدة لتطور الصناعات الصغيرة والمتوسطة والتي ساهمت في خلق طفرة قوية للاقتصاد الإندونيسي في الفترة الأخيرة، وهو ما يعمل المسئولون بمصر علي نقله حيث إن هناك حاجة ماسة لتطوير قطاعات المشاريع الصغيرة والمتوسطة، لافتا إلي أنه كان لابد من توثيق التعاون مع جاكرتا حيث إنها أكبر دولة إسلامية وهي من أهم الاقتصاديات في جنوب شرق آسيا واقتصادها من الاقتصاديات الصاعدة، وتشتهر بالصناعات الصغيرة والمتوسطة وتحقق معدل نمو يبلغ 5.5%. وتكتسب الزيارة أهمية خاصة، حيث تعكس رؤية الرئيس السيسي للانفتاح علي العالم، والاستفادة من التجارب الناجحة لدول النمور الآسيوية بجنوب شرق آسيا، لا سيما من مجال الصناعات الصغيرة والمتوسطة التي تشتهر بها إندونيسيا. كما ستكون الزيارة فرصة للترويج للاستثمارات الأجنبية بمشروع تنمية منطقة قناة السويس، حيث يتطلع الجانب الإندونيسي للعمل والاستثمار في هذه المنطقة الإستراتيجية. وتتميز العلاقات الثنائية بين مصر وإندونيسيا بنوع من الاستقرار، يعكسه عمقها التاريخي والتعاون في العديد من المجالات. وتتطابق وجهات نظر البلدين تجاه العديد من القضايا الإقليمية والدولية، وتجمعهما عدة تجمعات دولية بجانب حركة الانحياز، ومنها منظمة المؤتمر الإسلامي، ومجموعة ال 15، ومجموعة الدول النامية الثماني. وقد زاد حجم التبادل التجاري بين مصر وإندونيسيا العام الحالي بمقدار 21%، بما يمثل 258 مليون دولار، وتقوم مصر بتصدير 15 سلعة إلي إندونيسيا، وهناك جهود مكثفة لزيادة حجم التبادل التجاري وتحسين الميزان لصالح مصر خلال الفترة المقبلة.. وتحتضن القاهرة أكثر من 6 آلاف طالب إندونيسي، معظمهم يدرسون في جامعة الأزهر، كما يوفد الأزهر الشريف أكثر من 40 مدرسا إلي إندونيسيا، لتدريس اللغة العربية والعلوم الشرعية، كما يقدم منحا سنوية لعدد 115 طالبا إندونيسيا. يذكر ان اندونيسيا لها موقف متوازن من مصر وساندتها في حربها ضد الإرهاب وهناك لجنة مشتركة عُقدت 5 دورات لها كان آخرها في 2007 وقريبًا سيتم عقد الجولة السادسة في القاهرة عقب الانتهاء من الانتخابات البرلمانية، وأعلنت إندونيسيا رسميًا دعمها لترشح مصر لعضوية مجلس الأمن غير الدائمة للعام 2016-2017. كما أن العلاقات بين البلدين تتسم بالاستقرار ويتم خلال هذا الشهر الاحتفال بنشأتها عام 1947، حيث كانت مصر من أوائل الدول التي اعترفت بها، ولدي البلدان مواقف متطابقة لدي العديد من القضايا وهما شركاء في منظمة التعاون الإسلامي وحركة عدم الانحياز.