منذ عدة أيام تعرضت مصر لموجة من الطقس شديد الحرارة لم تعرفها منذ عقود حيث سقط ميتا نيف وسبعون حالة معظمهم من الفئات الاكثر خطورة، وهم كبار السن والاطفال والمصابون بأمراض مزمنة. وسبب كل هذا البلاء هو عجز مركز تنظيم الحرارة في المخ عن العمل الطبيعي. فترتفع درجة حرارة المصاب إلي الحد الذي يؤدي إلي تلف المخ نفسه ثم الوفاة إذا لم يبرد الجسم بسرعة. والأعراض الأولية هي صداع ودوار يعقبه إحمرار الوجه مع سخونة وجفاف الجلد ثم توقف العرق مع ارتفاع كبير في درجة الحرارة إلي أكثر من 40 درجة مئوية يعقبه قوة في النبض ثم سرعته وعدم انتظامه خاصة مع تقدم الحالة يليه إجهاد في التنفس ارتفاع ضغط الدم في المرحلة الأولي، ثم انخفاضه في المرحلة المتقدمة ،قد يحدث أيضا ضيق حدقة العين مع إعياء شديد، ثم إغماء وتشنجات عصبية. وفي هده الحالة يجب وضع المصاب في الظل أو في مكان بارد مع خلع ملابسه مع استلقائه علي الأرض ورأسه مرتفعا عن مستوي جسمه مع استخدام مروحة هوائية لتهوية المصاب مع تدليك الأطراف لتنشيط الدورة الدموية مع عدم إعطائه أي مسكنات. ويجب تخصيص شخص من المحيطين بالمصاب لملاحظة العلامات الحيوية ( التنفس، النبض، الحرارة ) كل خمس دقائق مع إعطاء المحاليل الوريدية إذا أمكن ذلك وقد يستتبع ذلك نقل المصاب إلي أقرب مركز طبي لإستكمال العلاج. ويلاحظ الأطباء أن المصاب بالإجهاد الحراري يكون سريع الإستجابة للعلاج ويكون واعيا معظم الوقت: ويحتاج فقط إلي الراحة التامة مع تناول سوائل وعصائر وخافضات الحرارة ولعل اسرع طريقة هي اعطاؤه حماما بالماء العادي او وضعه بسرعة في بانيو مملوء بماء الحنفية العادية ويضاف اليه مكعب من الثلج من فريزر الثلاجة كل بضع دقائق وربما يحتاج إلي بعض المحاليل الوريدية التي تحتوي علي الماء وبعض الأملاح المعدنية الضرورية يأخذها في أقرب مستشفي أو عيادة أو حتي بواسطة طبيب صيدلي في اقرب اجزاخانه واقترح هنا ان يحتفظ كل منا بخمس زجاجات من محلول « لبنات الرينجرز « في منزله واعطاؤها للمريض باسرع ما يمكن علي ان يتم ذلك باشراف اقرب طبيب أو اقرب طبيب صيدلي. وبعد ذلك يجب ان يضاف لماء الشرب بودرة معالجة الجفاف ويسمي «ريهيدران» (كيس لكل كوب كبير من الماء 200 سم أي خمسة اكياس لكل زجاجة ماء بحجم زجاجات المياه الغازية ذات الحجم العائلي) وممكن لكل افراد الأسرة ان يستعملوا هذا المحلول بصفة روتينية حتي انتهاء الموجة الحارة وعندها لن يصاب أي منهم بالإجهاد الحراري مهما ساءت الأحوال الجوية.