المهندس محلب ود. شوقى علام مفتى الجمهورية فى ختام المؤتمر العالمى للإفتاء أكد المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء أن مصر اتخذت قرارها الحاسم الذي لا رجعة فيه بعدم مهادنة الأفكار المدمرة المتطرفة، وأنها خطت خطوات واسعة في محاصرة الفكر التكفيري بفضل جهود علمائها في الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف ودار الإفتاء المصرية. جاء ذلك في كلمته في ختام المؤتمر العالمي لدار الافتاء بحضور 50 مفتيا من مختلف دول العالم. وأكد امتنان وتقدير مصر إلي هذه الكوكبة الكبيرة من كبار المفتين والعلماء الذين اجتمعوا في بلد الأزهر للتباحث في سبل الارتقاء بالإفتاء من أزمة الفوضي والجمود إلي الإفتاء الوسطي الصحيح بمنهجه العملي الفعال الأصيل وذلك لأن الفتوي قد أصابها بعض الخلل والانحراف عن مسارها فقد أصبحت سلاحًا مشروعاً لدي الجماعات الإرهابية في تبرير العنف وإراقة الدماء وزعزعة استقرار المجتمعات. وأضاف:يأتي عقد مؤتمر دار الإفتاء في هذا التوقيت أيضا ليسهم في مسيرة التقدم والرقي التي بدأتها مصر بعد ثورتي 25 يناير و30 يونيو والتي كان آخرها افتتاح قناة السويس الجديدة التي فتحت باب أمل للمصريين جميعاً..فافتتاح قناة السويس الجديدة أكدت علي ريادة مصر.. ومؤتمر دار الإفتاء هذا يواصل مسيرة الريادة المصرية من الناحية الدينية والفكرية.. ودار الافتاء المصرية تعتبر بحق من طليعة المؤسسات الإسلامية في العالم الإسلامي التي استطاعت أن تقدم الفتاوي العصرية التي تعبر عن منهج ثابت علي مدار تاريخها يستقي أهدافه من المصالح العليا للدين والوطن. وأشار إلي أن فتاوي دار الإفتاء المصرية تعبر عن المجتمع المصري والحراك الذي يحدث فيه علي جميع المستويات ليس من داخل مصر فقط ولكن من مختلف بلدان العالم وبلغات مختلفة وهو ما يؤكد مكانة الدار وثقة الناس فيها في مصر والعالم أجمع وأنه انطلاقاً من قاعدة أن الفكر لا يواجه إلا بالفكر فقد قامت دار الإفتاء برصد الشبهات التي يطلقها المرجفون والإرهابيون بهدف النيل من الإسلام، والزج بالدين في عمليات مشبوهة، لا علاقة لها بالإسلام ومقاصد الشريعة وردت علي هؤلاء بالحجج الدامغة وبلغات متعددة من خلال مرصدها التكفيري ،ومن ثم جاء دعم الدولة المصرية لهذا المؤتمر الذي يمثل خطوة جديدة في مسيرة الدولة المصرية من خلال دار الإفتاء المصرية نحو نشر الوجه الصحيح للإسلام، ومساعدة العقل المسلم بل والعقل العالمي للوقوف صفًّا واحدًا في مواجهة الأفكار المتطرفة الساعية إلي تهديد السلم والأمن الإنساني. وقال:أعتقد أن دار الإفتاء المصرية كانت حريصة علي دعوة أكبر عدد من كبار العلماء والمفتين من مختلف بلدان العالم للوصول لبلورة استراتيجية تسهم في تنقية ساحة الإفتاء من بعض الظواهر السلبية مثل فوضي الفتاوي والتشدد في الفتوي ،وإني لأرجو أن يثمر هذا المؤتمر عن صياغة جامعة لكلمة الإفتاء في العالم تعمل علي الحفاظ علي وظيفة الدين باعتباره أداة تنوير وتنمية. وأضاف أن العالم كله يواجه حالة غير مسبوقة من التوتر والاضطرابِ نتيجة ظهور حركات متطرفة تعتمد الإرهابَ أداة لتنفيذِ مآربها؛ فقد تعرض مواطنون آمنون إلي الاعتداءِ علي كراماتهم الإنسانية، وعلي حقوقِهم الوطنية، وعلي مقدساتِهم الدينية، وجرت هذه الاعتداءاتُ باسمِ الدينِ، والدين منها بَراءٌ. ونحن نؤكد أنه ما من دين سماوي إلا ويعتبر قدسية النفس البشرية واحدة من أسمي قيمه، بما في ذلك الدين الإسلامي وقد جعل الله تعالي ذلك أمرا واضحا بنص القرآن الكريم، حيث شدد علي حرمة قتل النفس وجعلها دستورا إلهيا كما ورد في قوله تعالي أن من قتل نفساً واحدة ،فكأنما قتل الناس جميعا، ،فلا يمكن أن يكون القتل والإرهاب نتاجا للفهم السوي في أي دين، إنما هما مظهر من مظاهر الانحراف لدي أصحاب القلوب القاسية والنفوس المتغطرسة والفكر المشوه،ومصر في هذا الصدد اتخذت قرارها الحاسم الذي لا رجعة فيه بعدم مهادنة الأفكار المدمرة المتطرفة، وخطت خطوات واسعة في محاصرة الفكر التكفيري بفضل جهود علمائها في الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف ودار الإفتاء المصرية.جاء ذلك في ختام المؤتمر أمس. من ناحية أخري أوضح البيان الختامي لمؤتمر دار الافتاء: ،الفتوي.. إشكاليات الواقع وآفاق المستقبل أنه تم مناقشة إنشاءُ أمانةٍ عامةٍ لدُورِ وهيئاتِ الفتوي في العالم،و إنشاءُ مركزٍ عالميٍّ لإعدادِ الكوادرِ القادرة علي الإفتاءِ عن بُعدٍ،و إنشاءُ مركزٍ عالميٍّ لفتاوَي الجالياتِ المسلمةِ بهدفِ إعادةِ المرجعيةِ الوسطيةِ في الفتوي،و إنشاءُ ميثاقِ شرفٍ للفتوي يضعُ الأُطُرَ القانونيةَ والإجرائيةَ للتصدِّي لفوضَي الفتاوي،و تنفيذُ مشروعٍ علميٍّ لتحليلِ وتفكيكِ وتفنيدِ الفتاوي التكفيريةِ والشاذة. وقد خرجَ المؤتمرُ في ختامِه بمجموعةٍ من التوصياتِ والقراراتِ المهمَّة منها التنسيقُ الدائمُ بين دُورِ الفتوي ومراكزِ الأبحاثِ لصياغةِ ردودٍ فعالةٍ في مُخاطبةِ الرأي العامِّ في مِلفِّ الردِّ علي الفتاوي الشاذةِ والتكفيريةِ أولًا بأول.وضرورةُ مراعاةِ المفتين لتغَيُّرِ الأعرافِ من بلدٍ لبلدٍ عند مباشرتهم للفتوي، وتنبُّهِهِمْ إلي خطورة سَحْبِ مسائلِ الماضِي إلي الواقعِ الحاليِّ دون التفاتٍ إلي تغيُّرِ مناط الأحكام.وإنشاءُ معاهدَ شرعيةٍ معتمَدَة للتدريب علي مهارات الإفتاء. وتطويع وسائل التواصل الحديثة لخدمة العملية الإفتائية حتي تصبح أعلي جودةً وكفاءةً وأكثر فاعليةً. والدعوة إلي ميثاقِ شرفٍ لمهنة الإفتاء، ودعوةُ المشتغلين بالإفتاء مؤسساتٍ وأفرادًا إلي تفعيله والالتزامِ به. والدعوةُ إلي دَوريَّةِ انعقادِ المؤتمرِ بشكلٍ سنويٍّ لتُبحثَ فيه مسائلُ الفتوي الكبري، والنوازلُ والمستجداتُ التي لا تتوقَّفُ عن الوقوع.التأكيدُ علي ضرورة بُعد مؤسساتِ الإفتاءِ عن السياسةِ الحِزبيَّةِ. الدعوةُ إلي الالتزامِ بقراراتِ الهيئاتِ الشرعية والمجامع الفقهيةِ ودُورِ الإفتاءِ الكبري في مسائل النوازلِ وفتاوي الأمة؛ لما فيها من جُهد جماعيٍّ. ووجَّهُ المجتمعون الشكر والتقدير للرئيس عبدالفتاح السيسي لرعايته الكريمةِ للمؤتمرِ، وإلي المهندس إبراهيم محلب رئيسِ مجلسِ الوزراء لدعمه الكبير للمؤتمر، وإلي الأزهر الشريف، والإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب علي حضوره وإلقاء الكلمة الرئيسية فيه.