هل انتحر الضابط.. ام انه ينازع النفس الاخير داخل غرفة العناية المركزة متأثرا باصاباته.. هل هو انسان ظالم تسببت قسوته في شعور »سوكا« بالظلم وقراره بالانتقام.. تساؤلات كانت تبحث عن اجابات لها لم تكن موجودة سوي لدي صاحبها الذي بذلت جهدا لمجرد معرفة شخصيته ثم جهدا للوصول اليه. اخيرا التقيت به.. انه الرائد اشرف خفاجي رئيس مباحث سجن المحكوم بطرة والذي تعرض لاعتداء »سوكا الخرشاوي« في الفيديو الشهير علي اليوتيوب.. وافق علي الحديث ولكن بشرط عدم نشر صورته لان الامر يتعلق ايضا باسرته الصغيرة والكبيرة.. ولم يكن امامي سوي احترام رغبته وكان هذا الحوار السريع! لماذا فعلها سوكا؟ - صدقني اذا قلت لك انني لم اكن اتذكره ولا اعرفه فحتي عندما اقترب مني والقي تحيته عليّ والشبه الكبير بشقيق صديق لي استفسرت منه للتأكد عما اذا كان شقيق صديقا.. وبعدها ارتكب جريمته. أليست تصرفاتك الظالمة ومعاملتك القاسية له ربما دون القصد سببا في قراره بالانتقام منك؟ - اختلف معك تماما.. لاني اتعامل مع السجناء بمبدأ وعقيدتي خاصة بي وبحكم تكويني الشخصي وهو ان جميع نزلاء السجناء وبما ان كل امورهم مقيدة خلف القضبان هم امانة سيسألني خالقي عليهم.. وحتي تعرفني اسأل عني اي مسجون كان معي او مازال محبوسا.. فقط اسوق لك بعض ملامح تصرفاتي وحياتي العملية ربما تتيح الاجابة علي اسئلتك.. فانا اسير في السجن وخارجه بدون حمل سلاحي الشخصي رغم الظروف الراهنة فانا أشعر بالاطمئنان الداخلي فليس لي عداوات او خصومه مع احد. وبالنسبة للنزلاء ايضا فمعاملتي لهم معروفة للجميع ويكفي انه اثناء احداث الثورة وبالرغم ما حدث في السجون فقد كنت احد اسباب السيطرة علي 3 آلاف مسجون لدي رغم حالة الهياج التي انتابتهم وكسروا ابواب العنابر والزنازين يوم 82 يناير سيطرتي عليهم كانت بالاقناع واعتمادا علي حسن معاملتي لهم وامضيت وسطهم 42 يوما لم اغادر خلالها اسوار السجن ولو كنت ظالما او قاسيا لمزقوني وفتكوا بي وهربوا من السجن.. صمت قليلا وقال الان يغادر بوابه السجن 11 شابا سوريا هؤلاء تأخر مغادرتهم للسجن بعد انتهاء حبسهم علي خلفية اتهامهم بمحاولة اقتحام منشآت خاصة ببلدهم في القاهرة تأخرهم تم بارادتهم لانهم اصروا علي مقابلتي وشكرهم لي علي حسن معاملتي لهم خلال سجنهم.. وهو نفس ما حدث مع مجموعة السلفيين الذين تم الافراج عنهم اليوم ايضا. اذا لم يكن الانتقام فلماذا؟ - اؤكد لك ثانية ان الدافع ليس الانتقام. لانه لو كان ذلك فشقيق »سوكا« واسمه »خالد« كان نزيلا عندي في نفس السجن حتي يومين فقط وكان يمكنني وباي اسلوب غير مباشر التنكيل به ولكني تركت امري لخالقي.. ولم احاول حتي مجرد استدعائه لرؤيته ومرت الايام الماضية حتي قامت ادارة السجن بسحبه وترحيله لسجن آخر.. واخيرا اعتقد ان تصرف المدعو »سوكا« لم يكن سوي »نمرة« اراد ان يقوم بها لتصعيد نجمه في عالم البلطجة ويتمكن من مضاعفة الاتاوات التي يحصل عليها. نعود الي ليلة الحادث كيف عشت تفاصيلها؟ - كان الامر صعبا ودقيقا رغم انه لم يتجاوز مدته 5 دقائق. بادرني باطلاق طلقة رصاص فوق رأسي لم اهتز فطبيعة عملي كضابط شرطة تم اعدادي لمثل هذه المواقف بل انني عشت الموت عدة مرات منها احداث الثورة داخل السجن كما ذكرت لك كنت بجسدي وسط 3 الاف مسجون ثأرين في حالة هياج.. المهم انه بعد اطلاقه الرصاص طلب مني ان اتجرد من ملابسي لينكل بي.. فرفضت وقلت له اقتلني فانا افضل ان اموت راجل، وثباتي كان سببا في هربه عقب ذلك بعد ان اصابني بنصل مطوته جرحين بسيطين ولما علمت انه كان مخططا ليصيبني برصاصة في قدمي. هل حاولت الانتحار فعلا؟ - علشان ايه اموت كافر.. وما حدث لي كان بسبب عملي وبسبب ظروف عامة طارئة بالمجتمع. ما موقف السجناء لديك بعدما علموا بما تعرضت له؟ - تعاطفوا معي بشدة.. المشكلة ان لديهم اصرارا علي الانتقام لي قائلين لي انهم في انتظاره.. ولذلك كان قرار ترحيل شقيقه خالد لسجن آخر.. وعدم قدوم »سوكا« لسجون طره رغم قرار استمرار حبسه وبما يجب ايداعه السجن حاليا فهو مازال بحجز مديرية امن القاهرة. وموقف اسرتك؟ - ناس ابنهم تعرض للموت علي الملأ.. طبعا هم في حالة خوف وقلق. وشعورك عند وصولك خبر القبض علي »سوكا«؟ - قلت الحمد لله.. طبعا كنت حزينا وحالتي النفسية سيئة لشعوري بالظلم الشديد. ادركت رحمة ربي الشديدة بي وازداد يقيني باحترام آدمية المساجين خاصة انني افضل رعاية النزلاء البسطاء والفقراء الذين ليس لهم واسطة سوي الله.. كل مشاعري الآن ان ما حدث قدر وابتلاء.