من حق ملايين المصريين أن يفرحوا، وأن يحتفلوا اليوم بما أنجزوه. من حقهم أن يقولوا لانفسهم وللدنيا كلها: إننا نستطيع!! ومن حقهم أن يسعدوا لأنهم اختاروا الطريق الصعب، فكلل الله جهودهم بالنجاح. اختاروا الصعب حين قرروا أن يكون المشروع الجديد في قناة السويس هو مشروعهم.. يبنونه بأموالهم، وينجزونه بجهد ابنائهم، ويتحدون فيه كل العوامل ويختصرون الزمن وينجزون في عام واحد مايستغرق أعواما. ومن حق المصريين جميعا أن يفخروا بأنهم انجزوا ما أنجزوه في قناة السويس، وهم يخوضون في نفس الوقت حربا لا هوادة فيها ضد ارهاب مجنون ومدعوم من كل أعداء الوطن. ومع ذلك فإن هذا الإرهاب بكل انحطاطه لم يمنع مصر من المضي في معركة البناء وفي تقديم نموذج لتحدي الصعاب. كما أن هذا الإرهاب لايثبت إلا أن شعب مصر كان علي حق حين أطاح بحكم الإخوان الفاشي في 30 يونيو ليمنع اكتمال الكارثة علي أيديهم، ولينقذ الوطن من مصير نراه حولنا في كل دولة عربية ابتليت بمن يتخذون من الشعارات الدينية ستارا لبيع الوطن أو تدميره. من حق الملايين أن تحتفل اليوم بما انجزت. وأعظم احتفال هو أن نؤكد لأنفسنا قبل أي أحد آخر أن ما أنجزناه هو البداية، وأن القادم أفضل بإذن الله. ما أنجزناه هو البداية للمشروع الاساسي لتنمية منطقة قناة السويس ليكون قاطرة التنمية في مصر. وهو البداية أيضا لتأسيس نهضة شاملة في كل الميادين. وقد كان جيدا أن يتم الإعلان عن أن الكراكات التي ساهمت في حفر القناة سوف تبدأ علي الفور في العمل لشق القناة الفرعية التي تربط شرق بورسعيد بالقناة الأصلية. وأن العمل سيبدأ علي الفور في تمهيد المواقع لانشاء الانفاق التي تربط سيناء بالوادي والتي سيبدأ العمل الفعلي بها في اكتوبر. وأن مشروعات التنمية ستبدأ من منطقة شرق بورسعيد لتحويلها إلي أكبر ميناء للحاويات. ويتزامن ذلك مع البدء في تنفيذ عدد كبير من المشروعات المهمة بدءا من زراعة المليون فدان وحتي مشروع الضبعة للطاقة النووية. ولعلنا نسمع اليوم من الرئيس السيسي المزيد من المشروعات الجديدة، ليكون احتفالنا بما انجزناه احتفالا أيضا بالمستقبل الذي نصنعه بأيدينا وبإرادتنا الحرة. ويبقي ان الاحتقال بما أنجزنا يكتمل حين يكون أصرارنا كاملا علي أن ننقل الروح التي أنجزنا بها مشروع القناة إلي كل موقع في مصر. أن نقبل التحدي ونثق في قدرتنا علي قهر كل الصعاب. أن نؤمن بالعلم والعمل طريقا للتقدم. أن نترك «الفهلوة» والتسيب والإهمال وراء ظهرنا. أن نؤمن بروح الفريق التي تتكاتف فيها كل الجهود من أجل النجاح.. أن ندرك أن الطريق صعب لكننا قادرون علي اجتيازه لأننا نملك كل مايمكننا من ذلك، ولأننا قادرون علي صنع المعجزات حين نمتلك الرؤية ونحدد الطريق ونخلص لله والوطن.. هكذا فعلنا في مشروع القناة، وهكذا ينبغي أن نفعل في كل عمل وفي أي مهمة. من حقنا أن نفرح اليوم بما أنجزناه. ومن واجبنا أن نجعل من كل غد جديد 6 أغسطس، ومن كل مشروع نبدأه قصة نجاح وأنشودة أمل كما فعلنا في قناة السويس.