مازالت شركة يونيڤرسال الهوليوودية تحقق انتصارات متوالية هذا العام فقد حصدت أفلامها خلال نصف العام الحالي أكثر من خمسة مليارات دولار وضعتها في المقدمة بين شركات الإنتاج الأمريكية الضخمة، ويكفيها إيرادات فيلمين فقط تجاوزا حتي كتابة هذا السطور ثلاثة مليارات دولار «غاضب 7» مليار وخمسمائة وثلاثة عشر مليونا و» عالم الديناصورات «الذي صعد بسرعة الصاروخ ليستقر في المركز الثالث عالميا بعد «أفاتار» و «تايتانيك» بمليار وخمسمائة وخمسين مليون دولار تقريبا ربما يتجاوز ذلك بكثير خلال أيام بإيراداته المذهلة التي فاقت حتي توقعات صناعه! لم يكن ببال أحد أن يفوق نجاح «عالم الديناصورات» أي فيلم آخر حتي أنه يحتكر الآن 27 رقما قياسيا بعدما حقق إيرادات غير مسبوقة في كل شيء.. فيلم يستند -بداية - علي نجاح سلسلة شهيرة مر علي آخر أجزائها « حديقة الديناصورات 2 « ثلاثة عشر عاما أي هناك جيل من الجمهور لم يشاهده ولم يرتبط به وكان هذا كفيلا أن يؤثر علي جماهيريته لكن ماحدث كان العكس تماما، حتي غياب مخرجه سبيلبيرج الذي ولدت الديناصورات علي يديه وارتبطت به السلسلة وتخليه عن موقعه مكتفيا بالمشاركة في الانتاج لم يؤثر أيضا. الحق عندما تشاهد الفيلم لا تشعر إطلاقا بغياب سبيلبيرج فقد تفوق مخرجه كولين تريفورو علي أستاذه وأحيا الديناصورات من جديد واستطاع بحرفية شديدة أن يدير الصراع بين أبطاله النجوم كريس برات وبريس دالاس هوارد وفينسنت دو أونفريو والديناصورات، ويجعلك تنفعل بوحوش تدرك جيدا أنها من صنع الخيال ويأتي الفيلم ليؤكد القفزة الكبيرة عالميا في المؤثرات البصرية والصوتية، وللحق أفلام الخيال العلمي هذا الصيف كانت مباراة في هذا المجال تحديدا ولا شيء غيره. و تفرد « عالم الديناصورات « عن أفلام الخيال العلمي التي سبقته هذا العام في إيقاعه السريع فلم يتركك لحظة لتغفل عما يحدث في الجزيرة التي يهددها الديناصور المتحور چينيا الذي يهرب من محبسه ولديه قدرات مذهلة بعدما لجأت مديرة الحديقة الشرهة بقسوة إلي الهندسة الوراثية لإنتاج جيل جديد من الديناصورات يتغلب علي ملل رواد الحديقة من الديناصورات التقليدية.. وتجد نفسك منفعلا بشدة لتحاول الهرب من هجوم الديناصورات، ويخفق قلبك مع محاولات انقاذ الأطفال الذين يواجهون الديناصورات ببراءة. رغم الفارق الزمني بين الفيلم وجزئه السابق إلا أن تريفورو كان حريصا علي التفاصيل العديدة والدقيقة التي ميزت أفلام سبيلبيرج فلم نشعر بفجوة بين الأجزاء، وكأن المخرج المختار يريد أن يرد الجميل لأستاذه فضمن الفيلم تلميحات عديدة ومختلفة لأفلام وشخصيات سبيلبيرج الشهيرة.. في النهاية حقق الفيلم قدرا كبيرا لمشاهديه من المتعة والترفيه وأعتقد ككل أفلام الخيال خاصة السلاسل التجارية لم يكن يطمح في أكثر من ذلك.