المفروض في الفن أنه رسالة نبيلة تعمل علي نشر القيم والفضائل بين أفراد المجتمع باعتباره أخطر وأكبر وسيلة في التأثير علي الأفراد خاصة إذا كانت نسبة كبيرة منهم تعاني الأمية مثل المجتمع المصري.. والفن المصري لا يتوقف تأثيره داخل مصر فقط بل يمتد إلي المنطقة العربية بأكملها وقد شاهدت في الكثير من هذه الدول مدي تعلق أبنائها بالفن المصري ونجومه ويعتبرونه المثل الأعلي لهم. ومن هذا المنطلق كان المفروض علي أهل الفن من كتاب ومخرجين وممثلين وقبلهم المنتجون أن يراعوا ضمائرهم أولا أمام الله وأمام مجتمعهم فيما يقدمونه للناس ولكن للأسف فمعظم ما نراه في الأفلام والمسلسلات أو حتي البرامج مليء بالإسفاف والعري والألفاظ البذيئة والحركات الساقطة ومعظم الموضوعات تتناول قضايا العنف والشذوذ والجنس والمخدرات. وكأنه لم يعد في مصر من قضايا ومشاكل سوي هذه الموضوعات الهابطة وهذا الكلام ليس من عندي بل خرج من أهل الفن أنفسهم ففي أول اجتماع للنقابة الجديدة للممثلين منذ عدة أيام هاجمت بشدة الأعمال التي تقدم من خلال السباق الجنوني لعرض المسلسلات في رمضان وأكدت أن معظمها مليء بالإسفاف ولا يليق بالعرض في رمضان أو غيره. والخلاصة أن من ارتكبوا هذه الجرائم في حق المجتمع لم يراعوا حرمة الشهر الكريم وقبل النقابة خرج الملحن حلمي بكر في أحد البرامج ليؤكد أن نسبة كبيرة من الفنانين يتعاطون المخدرات. والكل يعرف أن أهل الفن يعيشون حياة أخري خاصة بهم فهل يصلح أمثال هؤلاء ليكونوا قدوة للأجيال الصاعدة ولماذا لا تجرم الدولة بالقانون تقديم الأعمال الخليعة بدل من الاكتفاء بوقف عرض بعضها وحماية القيم والمبادئ.