ينبغي - أولاً - التفرقة بين دول اوروبية وغير أوروبية ألغت العمل بأحكام الإعدام، ولهذا فهي تقف ضد أحكام الإعدام لاسباب انسانية كما تراها. ينبغي التفرقة بين هذه الدول، وبين دول اخري مثل أمريكا وعملائها وذيولها (بدءاً من تركيا وحتي قطر) الذين يتخذون موقفاً معادياً من مصر وثورتها، وينتهزون أي فرصة لإظهار هذا العداء. تعلم أمريكا وحلفاؤها وذيولها أن عدد من صدرت بحقهم أحكام الإعدام أول أمس هم تسعة، وهي احكام قابلة للنقض (بل واجبة النقض) وقد صدرت في جريمتين أولا هما الخيانة العظمي والتخابر مع جهات أجنبية لإلحاق الضرر بمصالح الوطن، والأخري اقتحام السجون والمنشآت العامة قتل العشرات من رجال الشرطة والمواطنين العاديين والمساجين انفسهم اثناء احداث ثورة 25 يناير.هم يعلمون الحقائق جيداً، ويدركون أننا لسنا سفاكين للدماء بل حلفاؤهم من الإخوان هم الذين احترفوا القتل وعلموا الآخرين الإرهاب منذ ان نشأت جماعتهم قبل ما يقرب من تسعين عاماً وحتي الآن. مشكلة الولاياتالمتحدة وحلفائها وأذنابها ليست في مشاعرهم الانسانية كما يقولون، فأيديهم جميعاً ملطخة بدماء الضحايا. ولا نريد أن نوغل في التاريخ، ولكن فقط نظرة واحدة الي ما يجري في العالم العربي ومسئولية أمريكا وحلفاؤها واذنابها عما يحدث تكفي وزيادة!! المشكلة الحقيقية أن الإدارة الامريكية مازالت تدعم جماعة الإخوان وهي تعرف جيداً أنها اصل الارهاب!! وأن واشنطون الرسمية مازالت تراهن علي وضع الوطن العربي تحت حكم الجماعات «الدينية» باعتباره الوسيلة المثلي لتحقيق المصالح الامريكية، والطريق الي استنزاف الوطن العربي في حروب الطوائف والصراعات المذهبية التي تقضي تماماً علي فكرة العروبة ، والتي تحيل المنطقة العربية الي دويلات طائفية متصارعة، لتبقي القوة الحقيقية في المنطقة بيد القوة الاقليمية عبر غير العربية (تركيا واسرائيل وايران) تحت الهيمنة الامريكية. إنهم يريدون استغلال التناقضات العربية لتنفيذ ذلك. وبدعوي اسقاط بشار يريدون أن يحكم سوريا الاخوان والنصرة!! وبدعوي انقاذ اليمن يريدون تسليمه ل «الإخوان» وحلفائهم!! وبدعوي وقف الخطر في العراق يريدون تقسيمه بين دويلة للأكراد وأخري للشيعة تحت النفوذ الايراني. وثالثة للسنة تحت حكم اخوان الارهاب والدواعش!! وبدعوي إنقاذ ليبيا (التي كانوا سبباً في دمارها) يريدون ان يتقاسم الإخوان وباقي الجماعات الارهابية الحكم بكل ما يمثله ذلك من أخطار علي مصر، تتضاعف مع انباء الاتفاق الجديد بين حماس واسرائيل لتنسيق الجهود بين الطرفين لخمس سنوات علي الاقل يتم فيها تثبيت الامارة الإخوانية في القطاع الفلسطيني المنكوب!! في ظل ذلك كله ينبغي ان تقرأ سيل المبادرات الذي انهال في الاسابيع الاخيرة يدعو ل (المصالحة) في مصر!! ثم ينبغي أن نقرأ موقف أمريكا وتوابعها وذيولها في المنطقة بعد صدور الاحكام القضائية ضد قيادات الإخوان. الموقف لم يتغير، والمخطط الذي هزمناه في 30 يونيو مازالت امريكا تعمل علي إحيائه، ودعمها للإخوان وجماعات الإرهاب سيستمر.. لكنه ستفشل مرة أخري.. وهذا ما يخيف العملاء بدءاً من الموكوس أردوغان، وحتي حكام الدوحة الذين ربطوا مصيرهم بمصير إخوان الإرهاب.. وبئس المصير!