الأغنية (بكل تجاوزاتها) لا تستحق كثيرا الإلتفات ولا المناقشة ، لا تستحق كل هذا الضجيج علي صفحات التواصل الأجتماعي.. أغنية تافهة ورديئة وهابطة (بحسب الفيديو المنتشر) مثل كثير من هذه النوعية من أغاني المهرجانات الصاخبة...لكن المسألة التي تستوجب الإلتفات، وربما المساءلة، أن يحدث هذا داخل القاعة الكبري بحزب التجمع الوطني الاشتراكي..!! وأن يكون ذلك في إطار مسابقة غنائية تحمل اسم سيد درويش..!! وأن يكون الشاعر سيد حجاب هو أحد أعضاء لجنة التحكيم (رغم أنه وصف الأغنية بالبذاءة)..!! ثم الأكثر سوءا هو رد فعل رئيس اللجنة الفنية في حزب التجمع (مقرر المهرجان) حول الأغنية، والرقص المصاحب لها، وحول عدم إتساق ما حدث، مع تقاليد وثقافة حزب التجمع...رد في مداخلة تليفزيونية (إن أغاني المهرجاناته ظاهرة موجودة بالفعل...وإن الجمهور تفاعل مع الأغنية..وأن معظم أغاني المهرجان المشاركة، كانت تراثية باستثناء هذه الأغنية.. ونحن لا نستطيع أن نمنع، ولن نؤخون الفن)!! وهي رؤية تثير الجدل أكثر من الأغنية ذاتها، حين تفترض في الفن الجاد (أخوانية)!!..وحين تفترض في كل خروج فن، وفي كل تجاوز إبداع، حتي إن كان خروجا إلي لا شيء.. وهو تجاوز في فهم حرية الإبداع، يجرده من شرطة الجمالي والفني... وهي أيضا رؤية تتجاوز دورها الثقافي الحزبي، ومسئوليتها الواجبة في حماية الفن والثقافة والإبداع ، بدعم الجميل والجيد ، ورعاية المواهب الحقيقة ، والأصوات المتفردة والمختلفة ، والدفاع عن قيم ثقافية وجمالية ، هي بالضرورة جزء من قيم وثقافة حزب التجمع.