علي قدر الأهمية والضرورة التي اتسمت بها الزيارات التي قام بها الرئيس عبدالفتاح السيسي للخارج، خلال الشهور التي مضت منذ توليه المسئولية الرسمية رئيساً منتخباً لمصر وحتي الآن، والتي لم تتجاوز العام بعد، إلا أن هناك توافقاً في الرؤي بين مجمل المتابعين والراصدين للشأن المصري وعلاقات مصر الخارجية، علي أن هناك بعض المحطات الأكثر بروزا في هذه الزيارات، شكلت في ذاتها ملمحاً مهماً علي طريق عودة مصر واستعادتها لدورها وتواجدها وتأثيرها علي الساحات العربية والافريقية والدولية. ويري هؤلاء ان الزيارة الأخيرة للرئيس السيسي لألمانيا، تستحق بكل المقاييس أن تحتل مكاناً بارزاً وموقعاً لافتا، ضمن الزيارات ذات الأثر البارز في المسار المصري علي الساحة الدولية، لا يقل بروزاً أو أهمية عما حققته زيارة الرئيس لنيويورك حيث الأممالمتحدة، ومن بعدها زيارته لروسيا ومباحثاته المهمة في كل منهما. وفي هذا يتفق هؤلاء علي أن الزيارة لنيويورك وخطاب السيسي في الأممالمتحدة، وما جري وما تم من لقاءات ومحادثات بالغة الأهمية، مع الرئيس الأمريكي والعديد من زعماء وقادة العالم المتواجدين في المحفل الدولي، كانت بمثابة التقديم والتعريف الجيد والمناسب للرئيس المصري للعالم كله بوصفه رئيساً مختاراً ومنتخباً بارادة ورغبة شعبية عارمة وكاسحة لرئاسة الدولة المصرية الجديدة،...، وهو ما كان له ردود فعل ايجابية علي مستوي العالم كله. ويجمعون علي أن زيارته لموسكو ولقاءه بالغ المودة مع الرئيس بوتين والنتائج المهمة التي اسفرت عنها المباحثات بينهما، كانت وبحق تأكيداً علي حرية واستقلالية القرار في الدولة المصرية الجديدة، كما كانت في ذات الوقت اعلانا عن عودة الصداقة المصرية الروسية إلي ما كانت عليه من قوة، بكل ما يعنيه ذلك من تعاون مشترك بين الجانبين،...، وهو ما يعد ملمحاً وتطوراً بالغ الأهمية في علاقات مصر وتواجدها المؤثر والفاعل علي الساحة الدولية. ورغم ما حدث من توافق في الرؤي واتفاق في وجهات النظر بين مجمل المتابعين والراصدين للشأن المصري، علي أهمية ما تحقق في زيارة الرئيس لكل من نيويورك وموسكو،...، إلا أن التوقعات لم تكن علي مثل هذا القدر من التفاؤل بالنسبة للزيارة إلي ألمانيا،...، وهو ما ثبتت عدم صحته رغم البوادر والظواهر التي أدت إلي هذه التوقعات. «وللحديث بقية»