أمر مؤلم وفاجع وحزين،صورتها المنشورة علي موقع (البوابة نيوز) تهيم في الشوارع زائغة العينين، تجلس أسفل تمثال أحمد شوقي، امرأة حزينة صامتة، تقترب من الثمانين عاما ربما، لا تدري من هي؟ ولا إلي أين تذهب؟.. هذا ما انتهت اليه الدكتورة جيهان مكاوي أستاذة الإعلام، والكاتبة الصحفية، والروائية صاحبة(هاوية السحر) و(مشروع زواج) و(أنت تعلم إذا أنت حر)..لا تعرف شيئا عن نفسها، ولا عما حولها، بعد أن أصيبت بمرض (الزهايمر) لا تتذكر، ولا تهتم، تحزنها الوحدة، فلا أحد حولها، لا أسرة، ولا عائلة، ولا أحد يرعاها، أو يسأل عنها سوي الطرقات...وبرغم قسوة التقريرالصحفي حول الدكتورة جيهان مكاوي، فما كان لنا أن نعلم تلك الصورة البائسه التعيسة،والتي انتهت اليها إحدي الكاتبات والإعلاميات المصريات، وهو ما يفرض بالضرورة علي مؤسسات الدولة، والمؤسسات الصحفية والثقافية حماية أبنائها، ورعايتهم والمحافظة علي صورتهم وكرامتهم...صحيح حدثت استجابة فورية من وزارة الثقافة، بتقديم رعاية صحية للدكتورة جيهان، لكنا نطالب بضمانة صحية واجتماعية لدعم الكتاب والمبدعين، تحقق الرعاية الكاملة واستمرارها. حكاية د. جيهان مكاوي، ربما تختلف عن حكاية الممثل عبد العزيز مكيوي بطل فيلم (القاهرة 30) والذي أصيب بمرض نفسي، جعله يجوب الشوارع، ويسكن الأرصفة، رغم كل محاولات التدخل والرعاية من نقابة الممثلين..لكن المأساة بالتأكيد واحدة، والوجع واحد.. صحيح أن د. جيهان لا تعاني المرض النفسي، ولكن تعاني (الزهايمر) وفقدان الذاكرة، بما يتطلب التدخل الصحي والاجتماعي، بوضعها في مصحة،أو بيت يرعاها ويحافظ عليها.