لم يكد عم شرقاوي يسعد بمولوده الجديد حتي فوجيء بخبر قلب فرحته الي حزن عميق وسعادته الي غم وكدر.. الطبيب يقترب منه هامسا في أذنه برفق إلا أن وقع الكلمات كان اقوي من زلزال بقوة 10 ريختر «حيث قال له ابنك عنده ثقب في القلب وارتجاع في الشريان» لم يدر شرقاوي ماذا يفعل مع ابنه مصطفي إلا أن يلهث وراء الاطباء عسي ان يجد العلاج لكن دون جدوي وفي النهاية نصحوه بالذهاب الي مستشفي قلب الوادي بأسوان لمتابعة حالة طفله.. ورغم طول ساعات السفر إلا أنها لم تثن الأب المكلوم عن الذهاب لإغاثة فلذة كبده ونياط قلبه تتمزق مع كل صرخة تخرج من فم الطفل وبالفعل أجري الفحوصات اللازمة للصغير والأشعات المطلوبة والتي اثبتت ان مصطفي يحتاج إلي إجراء عملية قلب وتم منح عم شرقاوي موعدا لإجراء العملية ساعتها أحس الاب ان عقارب الساعة اشبه بسلحفاء بطيئة في حين ان الموت بدا له كثعبان يزحف مسرعاً نحو زهرة فؤاده ليلدغة لدغة الموت ولكنه لم يملك الا أن يصبر وأن يلهج بالدعاء عسي ان يكشف الله الكرب ويحول العسر الي يسر. ولكن كم كانت الصدمة قاسية عندما ذهب لإجراء العملية إلا أنهم اخبروه بتأجيل ميعادها لوقت لاحق قريب المأساة ان ذلك الامر تكرر 6 مرات حتي شعر عم شرقاوي بالمستشفي كأنهم يتلاعبون به ولا يكترثون بصراخه ولا بكاء طفله وكان آخر موعد تم حجزه تم تأجيله هو في يوم الخميس الموافق 26 فبراير من العام الجاري ومع كل هذه الألم النفسي الذي لا يحتمل يتكبد الاب المسكين تكاليف السفر الي اسوان وترك عمله وتعطيل مصالحه ليكتشف انه كان يلهث وراء سراب أو حلم صدقه وحاول تحقيقه الا انه تحول لأبشع كابوس.. يقول عم شرقاوي أعمل رقيب شرطة ولا يسمح لي العمل بالحصول علي إجازات كثيرة وابني أراه يذبل امام عيني ولا اقدر علي مساعدته فماذا عساي أن أفعل. اي صرخة اطلقها لا تحتمل التأجيل عسي ان تصل للمهندس ابراهيم محلب رئيس الوزراء الانسان والدكتور مجدي يعقوب من اجل سرعة اجراء العملية لابنه واسم الصغير بالكامل مصطفي شرقاوي محمود احمدعلي وعنوان الاسرة الكرايشة - قوص - قنا ت : 01145121308 محمد الهجرسي