اجمل التهاني القلبية الخالصة لجميع الأخوة المسيحيين بتلك الأعياد المباركة التي تهل عليهم وعلينا هذه الأيام بمناسبة عيد القيامة والذي يحمل أجمل المعاني الدينية السامية التي يحتفل بها المسيحيون بعد صيام طويل دام 55 يوماّ وأسبوعا من الآلام الحزينة التي واكبت وفاة السيد المسيح عليه السلام وكلها مناسبات يتشارك فيها المصريون احتفالا وبهجة تؤكد الوحدة الوطنية والأخوة الأبدية الخالصة لوجه الله تعالي..ويجيء الربيع لينشر بمناخه الرائع وجوّه البديع أجمل طقس بعد الخريف الطويل فيخرج الجميع إلي الحدائق والمتنزهات ليقضوا يوم شم النسيم علي ضفاف النيل وفي كل المساحات الخضراء حيث يتنقلون في رحلات برية إلي الشواطئ الساحلية لافتتاح بروفة الصيف الجميل بينما يلجأ سكان العاصمة إلي الرجلات النيلية عبر المراكب والبواخر النهرية في فرحة عارمة لقضاء أسعد الأوقات مع الربيع والزهور والورود التي تؤكد أن الحياة أصبحت لها واقع جديد وجميل يذكرنا بأغان منها علي سبيل المثال : الدنيا ربيع والجو بديع قفللي علي كل المواضيع مافيناش كاني مافيناش ماني ده الدنيا ربيع. رحمك الله يا صلاح جاهين ومعك السندريللا سعاد حسني.. نعم كانت مناسبة شم النسيم مناسبة عظيمة خاصة تلك الحفلات الغنائية التي كانت تعرف بحفلات الربيع وكان يتنافس فيها كبار المطربين والمطربات خاصاً فريد الأطرش وعبد الحليم حافظ وكان الناس يسهرون معها حتي الساعات الأولي من الفجر..ومن منا لا يتذكر الزيارات الجميلة بين الجيران والمتبادلة بين المسيحيين والمسلمين للتهنئة بعيد القيامة والتي كثيراً ما كان يتم فيها تناول الغذاء أو الكعك في هذه المناسبة الكريمة فبيوت المصريين ليس بينها فاصل بين المسيحيين والمسلمين فالطابق الواحد في عمارة ما تجد فيه الشقق المتجاورة يسكنها المسلمون أو المسيحيون بدون ترتيب وبدون تقسيم بل إن أهل البيت أو العمارة جميعهم يعيشون في وئام وكأنهم أسرة واحدة مثلهم كساكني القري أو الكفور أو النجوع أو حتي المزارعين أو العمال لا تجد بينهم أية فواصل تفيد وجود كيان مسيحي وآخر مسلم بل إنك كثيراً ما تعجزعن تبيان هوية أو ديانة الشخص إلا إذا قال لك اسمه محمد أو جرجس لأنهما ولدا وترعرعا في بيئة واحدة وعاشا في محبة خالصة لله وللوطن. ولكن عندما نتحدث عن الربيع وشم النسيم نجد أن هناك عادة غذائية خطيرة جداً لأنها تمس الصحة العامة وتسبب أضراراً نحاول دائما الحد من خطورتها وهي عادة حرص الجميع علي تناول وجبة الغذاء في شم النسيم ممثلة في الفسيخ والسردين المملح والرنجة والملوحة مع كميات كبيرة من الخضراوات كالطماطم والبصل والملانة والليمون ونشرب معها كميات كبيرة جدا من المياه الغازية..وللأسف يتم التهام هذه الوجبة بشراهة دون إدراك لخطورة الأملاح فيها علي مرضي السكر والضغط والقلب وكبار السن والذين وللأسف أكثرهم يتعرضون لمتاعب صحية خطيرة في نهاية هذه الوجبة الضارة جداً..أتمني أن نأخذ حذرنا من تناول هذه السموم الضارة حتي ننعم بهذه المناسبة السعيدة.