كانت الساعة الثالثة فجرا.. لحظة توقف القطار القادم من الصعيد في محطة الجيزة.. قررت الخروج علي التقاليد.. مستقلا «تاكسي» للوصول إلي المنزل لأستريح من عناء السفر.. لأول مرة.. السائق صامت.. لا «يرغي».. لا يسأل من أين أنت؟ وبتشتغل ايه ؟؟.. علي وجهه علامات الغضب.. لا يضحك.. انتابني القلق.. أخرجت هاتفي المحمول.. وطلبت «مرات».. قائلا : يا سيادة اللواء.. ازي معاليك يا فندم.. عامل إيه؟.. ايوه أنا نزلت من القطر وحاليا في التاكسي رايح علي البيت وهكون عند حضرتك في المكتب الساعة 11 الصبح.. أغلقت الهاتف.. «عملية تأمين وهمية».. نظر نحوي السائق «وعلي وجهه نصف ابتسامة».. قائلا: هو سعادتك ظابط ياباشا.. تمايلت للوراء.. وقلت له «لا.. أنا صحفي في الأخبار وعندي بكرة حوار مع مساعد وزير الداخلية.. بس مش وقت يكلمني فيه ده يا أسطي ولا إيه».. رد علي قائلا : ياباشا فيه طلب ممكن توصلوا للواء ده.. قولتله أؤمرني : قالي ياباشا «البلد هتبوظ والنسوان هتتطلق وممكن تحصل ثورة تالته في البلد»... ليه بس يا أسطي، قال : ياباشا.. منعوا «الكيف».. البلد مفيهاش حباية ترمادول.. والحشيش زاد الضعف.. انفجرت ضحكا: وقلت له «الداخلية بتعمل ده علشان مصلحة أولادك».. انفعل عليا قائلا : ياباشا أنا عارف مصلحتي ومصلحة ولادي.. والله لو استمر الوضع ده.. مش هنعرف نشتغل علي التاكسي.. وهنا انقطع الحوار لأصل إلي منزلي سعيدا بما حققته الداخلية وداعيا الي الله ان يتوب علي هذا السائق وأمثاله. نواب بلا برلمان وبعد قرار المحكمة بوقف الانتخابات البرلمانية.. لملم بعض المرشحين أوراقهم.. تركوا دوائرهم.. زالوا لافتاتهم.. أغلوا هواتفهم.. ابتعدوا عن هموم ومشاكل والمواطنين، اعتقدوا أن الشعب لا يفهم، لا يحسن الاختيار، لا يقرأ خريطة المستقبل، ليبقي من هم علي تواصل مع شريحة البسطاء، الغلابة، المثقفين، الشباب، كل فئات المجتمع.. ليطلق عليهم لقب «نواب بلا برلمان».