تغييب فقه الاولويات عن حياتنا بصفة عامة وعن الخطاب الديني بصفة خاصة هو اخطر معوقات التنمية فكما يهتم الخطاب الديني بهوامش الامور وقشورها وسفاسفها علي حساب أمهات مكارم الاخلاق ومعاليها تهتم الحكومات بالمباني والمنشآت علي حساب الاستثمار البشري حتي الوزارات التي استغلت امكاناتها المادية في انشاء وتشييد مؤسسات بحثية وتعليمية علي خير ما يرام لم تكلف نفسها العناية بتدريب واعادة تأهيل الباحثين والمعلمين ولا بتحسين مستوي الطلاب الذين هم الهدف المنشود والاسمي للعملية التعليمية ولاستثمار البشرلذلك نجد الاحصائيات التعليمية المقارنة علي الصعيد الدولي تضع مستوي التعليم في معظم الدول العربية في درجة متدنية بعد اسرائيل والدليل علي تجاهلنا وتغافلنا عن فقه الاولويات هو ميزانيات التربية والتعليم والبحث العلمي الضئيلة مقارنة باسرائيل رغم ادراكنا النظري والاكاديمي والتاريخي انه لاتنمية ولانهضة حقيقية بدون الاهتمام بالتعليم والبحث العلمي والانفاق عليهما بسخاء والاستفادة من التجارب والخبرات العالمية في كيفية تطوير المناهج والوسائل التعليمية والادوات والاجهزة البحثية لمواكبة العصر الحاضر المجال لايتسع لسرد العديد من مظاهر غياب فقه الاولويات عن حياتنا في مختلف المجالات لان الخطاب الثقافي والديني مازال غارقا للاذقان في مناقشة القشور متجاهلا عمدا اوعن غير عمد الواجبات والفرائض المرتبطة ارتباطا وثيقا بهموم المجتمع وقضاياه الملحة ومشكلاته في المرحلة الراهنة فالنخبة من العلماء والمثقفين العرب مازالت مقصرة تقصيرا فادحا في معايشة هموم مجتمعاتها والتفاعل معها بايجابية والا ما كانت المنطقة العربية علي هذه الحالة المحزنة منذ عشرات السنين. لاتفسير للعشوائية في مواجهة مشكلاتنا الا اننا لم نهتم بالاولويات في حلها وبذلك تتراكم المشكلات وتستفحل العشوائية والعشوائيات في جميع المجالات لتزيدنا تخبطا في مسيرة التنمية والنهضة وتجعلنا عالة علي أمم تتربص بنا وتريد ان تنقض علينا كما تنقض الوحوش علي فريستها وتتداعي علينا كما تتداعي الاكلة إلي قصعتها ان لم نعد ترتيب اولوياتنا باقصي سرعة فان مخطط راعي حقوق الانسان وحامي حمي العالم اوباما والذين معه في البيت الابيض لتفكيك وتدمير المنطقة العربية هو المصير المحتم لنا جميعا [email protected]