أكد علماء وكالة الفضاء الامريكية »ناسا« أن الموجة الساخنة والحارة التي يتعرض لها كوكب الارض حاليا هي نتيجة لانفجار كبير شهدته الشمس خلال الأيام الماضية. وقال علماء »ناسا« ان الانفجار حدث في المنطقة المواجهة للأرض وأرسل موجة أطلق عليها اسم »تسونامي شمسي« وامتد لمسافة 93 مليون ميل عبر الفضاء. وقد رصدت عدة اقمار صناعية هذا الانفجار الشمسي بما فيها قمر تابع لناسا نفسها وان الإنفجار الذي يماثل حجمه حجم الكرة الأرضية مرتبط بثورات أخري شهدها سطح الشمس مؤخرا. ويقول العلماء ان موجة الحر ستؤثر في المجال المغناطيسي للكرة الأرضية. وقال ليون جولوب، من مركز هارفارد سميثونيان للفيزياء إن هذه الموجة تتجه نحونا مباشرة، مضيفاً أن الانفجار المتجه نحو الكرة الأرضية هو الأول من نوعه منذ أمد طويلة. يأتي ذلك فيما قالت الإدارة القومية للمحيطات والغلاف الجوي الأمريكية »نوا« إن شهري يونيو ويوليو الماضيين كانا من أسخن الاشهر حرارة في كافة أنحاء الأرض علي الإطلاق. واوضحت "نوا" في تقريرها أن درجات حرارة اليابسة والمحيطات مجتمعة دفعت يونيو الماضي ليصبح أكثر الأشهر سخونة، مزيحاً بذلك يونيو عام 2005الذي كان الأعلي سخونة. وحذرت دراسة أصدرها »المنتدي الإنساني العالمي« من تداعيات الارتفاع المتواصل في درجات الحرارة علي الاقتصاد العالمي. ووضع المنتدي ظاهرة الارتفاع الدراماتيكي بدرجات الحرارة علي رأس أكثر الأزمات الإنسانية خطورة، وناشدت الدراسة السياسيين بأخذ زمام المبادرة، والعمل علي نحو جدي لإيجاد حلول عملية لهذه المسألة. وقدرت تقارير دولية قيمة الخسائر الاقتصادية التي يتكبدها العالم بسبب ارتفاع الحرارة بنحو 125 مليار دولار سنوياً. في الوقت نفسه يستغل المضربون في اسواق البورصة الاخبار الواردة عن الاحوال الجوية السيئة في أوروبا والعالم لرفع اسعار السلع الرئيسية .فقد سجلت أسواق البورصة الاوروبية ارتفاعا قياسيا لصفقات الحبوب وارتفاعا عاليا في الأسعار، كما ارتفع سعر القمح في بورصات الولاياتالمتحدة. ويرجع سبب ذلك ليس لوضع الزراعة في أوروبا فقط، بل للطقس الجاف الذي تشهده بلدان رئيسية منتجة للحبوب. وهناك توقعات بانخفاض إنتاجية المحاصيل الزراعية بنسبة قد تصل إلي 50٪ اذا ما استمر تدهور الطقس في العالم. كما سيؤدي تغير المناخ إلي زيادة ندرة المياه، وهو ما قد يؤثر علي حوالي 250 مليون إنسان في أفريقيا وحدها . وتعد بنجلاديش في مقدمة الدول من حيث التهديدات المرتبطة بالتغيرات المناخية، إذ يواجه سكانها باستمرار الفيضانات والأعاصير، وتلتها أوغندا التي تعاني الجفاف، وبعدها عدد من الجزر في الكاريبي والمحيط الهاديء، وذلك كونها مهددة بالاختفاء نظراً لارتفاع مستوي البحر. وتشهد روسيا موجة حارة لم تتعرض لها منذ 130 عاما.. وقد اعلن مكتب الاحوال الشخصية في موسكو ان عدد الوفيات ارتفع بنسبة خمسين بالمئة في العاصمة الروسية في يوليو بالمقارنة مع الشهر نفسه من العام الماضي . وقالت المسؤولة في الادارة يفجينيا سميرنوفا: سجلنا 14340 حالة وفاة في موسكو في يوليو، بزيادة 4824 وفاة عن العدد الذي سجل في يوليو 2009.. وتابعت ان موجة الحر اثرت بالتأكيد، من دون ان تتمكن من اعطاء تفاصيل عن الاسباب الدقيقة للوفيات. كما انها لم تتمكن من اعطاء ارقام عن الوفيات في الايام الاولي من اغسطس. كما تعاني تايلاند هي الاخري من جفاف هو الأشد منذ 20 عاما. اما في باكستان فقد تسبب هطول الامطار الموسمية في موجة فيضانات هي الأسوأ منذ ثمانين عاما أودت حتي الآن بحياة الألاف . ويقدر العلماء أن متوسط درجات الحرارة علي سطح كوكب الأرض قد يرتفع بمقدار خمس درجات مئوية عند منتصف القرن الحادي والعشرين. ويمكن لمثل هذا الارتفاع في الحرارة أن يتسبب بذوبان جبال الجليد، والكتل الجليدية بسرعة، وينتج عنه ارتفاع ملحوظ في منسوب مياه البحار والمحيطات. وتقول وكالة الانباء الصينية »شينخوا« ان لجنة المناخ التابعة للأمم المتحدة- ذكرت في تقريرها الصادر في اكتوبر 2008- أن انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري والناتجة بشكل أساسي عن الاستخدام البشري للوقود الحفري ترفع درجات الحرارة وتعطل أنماط سقوط الأمطار ولها آثار تتراوح بين موجات الحرارة إلي ذوبان الأنهار الجليدية. وسوف تواجه الدول الكبيرة في تعداد سكانها والفقيرة في مواردها صعوبات بالغة في التعامل مع مشاكل الفقر في المدن ، وتوفير الماء النظيف وما يكفي من الغذاء والطاقة ونظام الصرف الصحي. كما سيكون هناك ارتفاع كبير في معدلات تلوث الهواء نتيجة لزيادة نواتج الصناعة ومخلفاتها، وارتفاع أعداد السيارات في المنطقة. هذا في الوقت الذي فاقم الاستخدام المبالغ فيه للمبيدات الحشرية والعشبية من نسبة التلوث في الغذاء والماء. اعداد أحمد عزت