مساء الخميس الماضي كنت مريضة، لم استوعب الخبر جيداً، في اليوم التالي كان البكاءُ مراً والعزيمةُ أقوي، نعم إنها الحرب التي يجب أن ننتصر فيها بإذن الله، فما يحدث لمصر وشعبها تنفيذاً لخطط إجرامية دولية وليس مجرد بضعة من إرهابيين يضعون قنبلة هنا أو هناك، أو يصوبون رصاص مدافعهم لصدور هذا وذاك، هي الحرب فعلاً، حرب دولية، تستخدم الجماعات الإرهابية، دول كثفت مخابراتها وأموالها لتنفيذ مخططاتها الشيطانية، وهنا لايجب أن تأخذنا بهم رأفة أو رحمة، ولايجب أن نتحدث عن تصالح، لنطبق القوانين بحزم، لنضرب علي الرقاب بكل قوة، فأمن مصر القومي وأمن شعبها ودماء أبنائها ليس مجالاً للمناقشة. صباح السبت الماضي تناولت الصحف في صدر صفحاتها الأولي خبرين كلاهما مستفز، الأول نقلاً عن مراكز بحوث استراتيجية أمريكية بعنوان « الإخوان يخترقون البيت الأبيض وأوباما يدعم الإسلاميين لتغيير الحكم بدول الشرق الأوسط «، والثاني « الولاياتالمتحدة تدين الهجمات الإرهابية في سيناء « والخارجية الأمريكية تقدم العزاء لأسر الضحايا، نعم الضحايا كما جاء بالخبر فهم لايعترفون بالشهداء، مثل هذه الأخبار ليست سوي فُجر وعُهر سياسي، عيني عينك يقتلوا القتيل ويمشوا في جنازته، الكلمات تعجز عن التعبير عما نشعر به، قلوبنا انفطرت علي أبنائنا الشهداء، ودموعنا جفت من كثرة سيل البكاء، ولم يتبق في القلب والعقل سوي القصاص، من دول مجاورة كنا نعتقد أنهم أشقاء، ومن دول خارجية تريد أن تعيد أمجاد الإحتلال، تناست أن مصر الصخرة ذُبح عليها المغول والتتار، دول تناست تحت جشع المال والسيطرة علي البترول والمياه في منطقة تمتلك من الكنوز الكثير، تناست أن كل من يقترب من مصر لابد أن يُلسع بالنار، ويُدحر ويَجُر وراءَه أذيال الخزي والعار، مصر تمتلك القوة، كل القوة، تُراب ووطن وكُنوز وشعب أبي جبَار، شعب صبور يعرف متي يصمُت ومتي يثور، ثار علي فساد حكم ناهز الثلاثين عاماً بثورة رائعة اقتلعت النظام، وثار علي عصابة حكمتنا لمدة عام وجرسها في العالم كله فأبت العصابة ألا تحكمنا إلا بالحديد والنار وإلا سيكون مصيرنا القتل والإرهاب، بمشاركة عصابات دولية ممن يدَعون أنهم دول كبري، ولكنهم بالقطع في زوال، أثبت ياشعب مصر، توحدوا ولا تفرقوا فتذهب ريحكم هباء، فعندما تغيب ملامح الانتماء يَسهٌل الهوان، فلنحافظ علي كل شبر من تراب هذا الوطن الغالي، وسَتكلَل مثابرتنا بالنجاح، معركتنا داخلية وخارجية، ونحن بإذن الله قادرون عليها، لايجب أن تهزنا الضربات الموجعة لأنها تقوي الأشداء، وتكسر الضعفاء، الضربات الموجعة تؤكد أننا نسير علي الطريق الصحيح، وسنكمل الطريق بالصبر والإرادة، فهمتوا ياشباب..! ولنثق في قول الله سبحانه وتعالي» فاصبر صبراً جميلا، إنهم يرونه بعيدا، ونراه قريبا»، الآيات 7،6،5 من سورة المعارج. المعاناة في قري أسوان لايجب أن يلهينا مايُفعل بنا وفينا عن الاستمرار في البناء والتنمية، الأسبوع الماضي جاء استشهاد شيماء الصباغ وماتلاه من أحداث ليوجع قلبي ويأخذ المساحة الأكبر وعما كنت أود الحديث فيه عن زيارتي لأسوان بدعوة كريمة من د. عاطف الشيتاني مقرر المجلس القومي للسكان، وقيادات المجلس، وهي ليست ككل الزيارات وتستحق التوثيق، ولامجال، فقط ما أود أن أشير إليه في نجوع وقري أسوان يقطن الآلاف بدون خدمات صحية لإحجام الأطباء عن العمل بالوحدات الصحية، ولايوجد بها سوي جهاز التمريض، ومعاناة الأهالي والمرضي عند الاحتياج إلي طبيب، وهو مايجب أن يكون تكليفا للطبيب لا اختيارا، وإلا فلتُسحَب منه رخصة العمل نهائيا.