سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الكاتب الكويتي وليد الجاسم يكتب ل «الأخبار» عن لقاء الرئيس بالوفد الإعلامي الكويتي السيسي : لا نريد مهاجمة أحد .. ولكننا نحمي بلادنا وهي «مصر ودول الخليج»
لو سقطت مصر فأمن المنطقة كله سيكون مهدداً .. ولن نسمح بذلك
هؤلاء مستعدون لأن يفعلوا كل هذا
«هادئ.. واثق.. صافي الذهن ولا ينفعل».. هكذا بدا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في لقائه مع الإعلاميين الكويتيين علي هامش زيارته للكويت والتي اختتمها أمس الثلاثاء.. تلك هي باختصار أبرز السمات التي ظهرت علي ملامح الرئيس السيسي الذي زار الكويت بدعوة من أخيه صاحب السمو أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في زيارة رسمية امتدت يومين، وبعدما رحب السيسي برجال الإعلام الحاضرين كان هذا اللقاء معه والذي كان ضمن جدول حافل للرئيس امتلأ باللقاءات المختلفة، شدد الرئيس السيسي خلاله علي ضرورة العمل الجاد والسريع لتدارك حالتي الفساد والبيروقراطية المؤذيتين للأجواء الاستثمارية في مصر. وقال السيسي إن المناخ الاقتصادي وقوانين الاقتصاد في مصر، ليست فقط خلال ما مضي من سنوات أربع، ولكن حتي قبل ذلك كانت تحتاج الي الكثير من العمل. وأشار الي أن العمل علي قانون الاستثمار الجديد قائم علي قدم وساق وسيري النور قبل انعقاد المؤتمر الاقتصادي القادم في شهر مارس. وأكد السيسي انه تابع وجود إشكاليات وقعت مع مستثمرين كويتيين وغير كويتيين ومصريين، وقال إن هناك إشكاليات كبيرة كانت تواجه رجال الأعمال وتعطيهم شعوراً بعدم الارتياح للجو الاستثماري في مصر، وهذا الأمر نعمل عليه وبسرعة وخصوصاً ما يخص البيروقراطية والفساد. ووعد الرئيس السيسي بأن الإجراءات التي كانت تمتد أحياناً الي سنوات وتشوبها أشكال من الفساد سيتم معالجتها..وستكون الأمور أمام المستثمرين بنظام (الشباك الواحد) لتكون هناك جهة واحدة يتعامل معها المستثمر وتنهي أموره خلال أيام قليلة. وقال إنه سيتم طرح مشروعات مدروسة محددة تكون متاحة أمام المستثمرين بدون أن توقفهم الإجراءات، «يكفي أن يدرس المشروع ويطمئن عليه.. ويوقع وانتهي الأمر خلاص». وعن الإشكالية التي تواجه المستثمرين الراغبين في الاستثمار الزراعي وعدم إمكانية تملكهم للأراضي الزراعية، قال الرئيس السيسي إن هذا الموضوع يدرس حالياً. وكشف الرئيس السيسي عن فرصة قادمة لاستزراع أربعة ملايين فدان منوهاً الي أن الدراسة الخاصة بالمليون فدان الأولي جاهزة وستري النور قريباً، وباقي الأراضي تنتهي دراستها بعد شهور، وهي أراض لن تزرع علي مياه النيل ولكن بالاعتماد علي المياه الجوفية وتقع غرب النيل ومنطقة «كوم إمبو»، مشدداً علي أن هناك فرصة حقيقية قادمة للاستثمار الزراعي في مصر. وفيما يخص الأمن والاستقرار في مصر، فقد امتدح الصحفيون الخطوات المصرية السريعة نحو تحقيق الأمن والاستقرار. وقال السيسي إن الأمن والاستقرار في مصر جزء كبير منه يغطيه الإعلام، بل وحتي الملاحظة الشخصية وكتابة المقال ممن سافر الي مصر ولاحظ استقرارها والأمن فيها لو كتب هذا سيكون مفيداً، هذا دور هام للإعلام المقروء والمسموع والمرئي، وهو ليس دور الإعلام المصري وحده، بل يمكن للكل أن يتعاون مع مصر في ذلك. وأضاف السيسي قائلا : رأيتم هؤلاء.. وكيف هم علي استعداد لأن يفعلوا هذا في بلادهم التي يأكلون من خيرها، هؤلاء يمكن أن يصلوا الي هدم مصر.. وإذا بلغوا ذلك فلن تعود هناك مصر بعدها. وضرب السيسي مثلاً بالصومال وكيف كانت وفيها مصانع الحديد والاسمنت وغيرها.. ولكن بعد الثورة «حتي شكارة اسمنت» إذا احتاجوها يشتروها من الخارج، ومضي الرئيس السيسي قائلاً: مصر فيها تسعين مليون نسمة.. ولو سقطت وحدث فيها انهيار أمني لا سمح الله فإن أمن المنطقة العربية بالكامل سيكون مهدداً، فأمن واستقرار المنطقة متكامل، والمنطقة الآن في أضعف حالاتها. واستعرض الرئيس المصري الوضع في شبه جزيرة سيناء، فقال إنها كبيرة جداً ومساحتها تبلغ 60 ألف كيلومتر مربع، وما يحدث فيها إنما يحدث في بؤرة صغيرة ملاصقة لقطاع غزة، ونحن في مصر أنجزنا إنجازاً كبيراً جداً، ليس فقط علي صعيد أمن واستقرار سيناء، ولكن قضينا علي بؤر تكفير.. و«لسه ما خلصناش». وقال السيسي ربما يقع حدث إرهابي هنا أو هناك، فإذا ركز عليه الإعلام وحده فإنه يعطي إيحاء غير صحيح بأن الوضع في مصر كلها هكذا، مضيفاً : أنا لا أقول لا تغطوا الحدث ولكن ضعوه في سياقه الحقيقي. وفي إشارة منه الي الاستقرار الأمني في سيناء، قال الرئيس السيسي إنه خلال أسبوعين الي ثلاثة أسابيع سيكون هناك إنجازات وترتيبات تسبق مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي. ورداً علي سؤال عن القضايا التي بحثها مع أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، قال الرئيس عبدالفتاح السيسي «خلوني الأول أهنيكم علي سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد ، وحكمته في التعامل مع قضايا المنطقة». وأضاف: لدي سموه منتهي الحكمة والبصيرة في ذلك، المنطقة العربية بالكامل تمر بأصعب أوقاتها، وأوجه هنا كلمة تهنئة وتقدير واحترام لهذه الشخصية العظيمة التي تقود الكويت.. وقد اتضح تطابق وجهات النظر في الملفات التي تم بحثها، وهي ملفات معقدة وتحتاج الي جهد عربي مشترك وليس الي طرف واحد لحلها. وأكد السيسي أنه لا ريادة لأحد لوحده.. ليس هناك من يمكن له أن يدخل لوحده ويحل الموضوع.. بل لابد من دخول الجميع الي هذه القضايا والملفات المتشابكة الكبيرة وحلها بشكل مشترك. وقال الرئيس إن الأمن العربي كل لا يتجزأ، وأمن الخليج هو أمن مصر.. وأمن الخليج خط أحمر، وكلمتنا (مسافة السكة) التي قلناها من قبل إن واجه أمن الخليج شيئاً ليست دلالة علي اننا نريد مهاجمة أحد، ولكن نحن نحمي بلادنا وهي مصر ودول الخليج. وشدد السيسي علي ضرورة أن يكون الخليج مستقراً وآمناً، فالخليج أمن قومي والأمن القومي كل لا يتجزأ. وعن الشباب ورسالته إليه قال السيسي: سبق أن سئلت ماذا تحب أن تقول للشعب الكويتي، فقالت: «خلوا بالكم من بلدكم.. أنتم مسؤولون عنها.. وأنتم كرجال إعلام مسؤولون عن الرأي العام وبالتالي عن أمن وسلامة واستقرار الكويت.. الأمن بيد الحكومة.. نعم، ولكن الأمن في رقبتكم أنتم أيضاً». وأضاف السيسي قائلاً : الإعلام رسالة عامة والمصلحة تقتضي أن يكون الشعب الكويتي كده (وأشار هنا بقبضة يده متماسكة دلالة علي التماسك والتوحد).. وقال: عليكم أن تكونوا كده.. وعدم الاختلاف وعدم التجاذب والبعد عن الفرقة.. حافظوا علي بلدكم الكويت واحموها.. ما يتحقق في الكويت له منتهي التقدير والاحترام.. وخلوا بالكم من بلدكم وما تختلفوش..وفيما يخص الشباب في مصر، نوه الرئيس السيسي الي أن عدد الشباب في مصر ضخم جداً، والشباب المصري لم يأخذ فرصة حقيقية لا للعمل ولا للمشاركة السياسية، ودعوتنا للشباب أن يكون متواجداً معنا..وأكد السيسي أن مكان الشباب هو العمل وبذل الجهد وليس السجون. في رده علي سؤال عن صيغة للانضمام الي دول مجلس التعاون الخليجي.. صمت الرئيس المصري لبرهة مبتسماً.. ثم قال: «إرادتنا أن نكون مع بعضنا.. هذه الصيغة التي نحتاج إليها»..