الخيول العربية كنز محاط بالمشاكل والروتين محطة الزهراء للخيول العربية الأصيلة كنز تاريخي وحضاري 450 من أنقي أنواع الخيول العربية الأصيلة والتي يرجع أنسابها إلي مئات السنين ورغم أهمية هذا الكنز الموجود داخل المحطة الا ان المشاكل تحيط بها بسبب الروتين الحكومي الذي يعطل من عملية تطويرها والتي وضعتها في بحر من المشاكل منها عدم توافر أطباء بالعدد الكافي وكذا العمال المتخصصين وغيرها من المشاكل التي سوف نكتشفها من خلال جولتنا داخل المحطة. مباشر عنابر التدريب : نعمل 24 ساعة و«السايس » يشرف علي عنبر كامل 47 فدانا هي مساحة محطة الزهراء للخيول الموجودة بمنطقة عين شمس بمجرد ان تدخل من بواباتها تجد طريقا ممتدا مزينا بالأشجار وعلي جانبيها ساحات تدريب وترويض الخيول والتي يبهرك منظر الخيول التي تجري بها كقطعان من الكبير إلي الصغير في منظر جميل وبها العديد من العنابر التي تكون موزعة حسب تخصصها فهناك عنابر التدريب و3 عنابر للخيول المنتجة وتضم من حوالي 45 مهرا وهناك عنابر للإناث العذراء وأخري للطلايق الجاهزة للتناسل وهناك عنابر للناتج وهو الخيول صغيرة السن والتي تقسم من الداخل ذكورا وإناثا وحسب الفئة العمرية , وتلك العنابر مقسمة إلي 11 نقطة لها مشرف خاص بها وكل عنبر يخدمه مجموعة من العمال يرأسهم شخص يسمي مباشر عنبر , وفي اخر الطريق الممتد من البوابة تجد مبني الإدارة والذي يحتوي علي انساب الخيول علي مستوي الجمهورية ويقوم بتربيتها في بيئة مشابهة لظروف حياتها الطبيعية, وكذلك عمل سجلات لهذه الخيول وأنسابها حيث أصبح هناك عائلات للخيول موجودة حتي الآن وتضم أسماء الخيول وأنسابها, ووضع خطط لتربية الخيول للحفاظ علي السلالات العربية الأصيلة. وسط عنبر الخيول وقف محمد عرابي مباشر عنبر التدريب يقوم بتمشيط حصان يسمي نور الفجر من أجمل الخيول الموجودة وقال ان هذا الحصان يبلغ عام ونصف العام ومن اذكي الخيول التي تعامل معها وهو منتمي إلي عنبر « عرض جمال « وهي خيول تكون لها صفات جمالية عالية يتم تدريبها بشكل مكثف علي طرق المشي والخطوات والوقفات واللونجات مثل عروض كمال الأجسام عن البشر , وهناك عنابر الفروسية والتي يتم تدريبه علي الركوب والسباق او قفز الحواجز وغيرها عروض الرقص من عروض الفروسية وهناك خيول تدرب علي الأدب وهي عروض الرقص وكل حصان يتم اختياره بناء علي تكوينه العضلي والجسماني وذكائه , فهناك 5 سلالات رئيسية للخيول العربية الأصيلة هي صقلاوي , كحيلان , هدبان , دهمان , عبيان وهناك مواصفات مثالية تحدد جمال الحصان العربي الأصيل أهمها تناسق الأعضاء والرأس الجميل والعيون المستديرة الواسعة والأذنان الصغيرتان وعظمة الأنف المقعرة وفتحات الأنف الواسعة والرقبة الكبيرة المقوصة واستقامة الأرجل.. ويضيف ان الخيل العربي حيوان ذكي ومن أوفي الحيوانات للبشر وله عزة نفس وكرامة كبيرة ولا يجب ان يهان لذلك فالتعامل معه يجب ان يتم بطريقة خاصة جدا ويحتاج إلي اهتمام كبير من الرعاية بكافة أنواعها. وأشار عرابي الي ان عملهم مستمر 24 ساعة من الاهتمام والرعاية لأننا نتعامل مع كائن حي وليس ماكينات والآلات يمكن غلقها او إعادة تشغيلها وفي بعض الاحيان يواجهون مشكلة في قلة عدد العمال التي تباشر رعاية الخيول لذلك قد يشرف شخص واحد علي عدد كبير من الخيول , كل سايس يقوم بشكل يومي برعاية 5 خيول ويكون مسئولا عنهم ويبدأ يومهم من الساعة 7 صباحاً بتنظيف وتمشيط الخيول وفتح العنابر لهم علي الساحات حتي يلعبوا ويتناولوا الإفطار في الهواء المنعش وأشعة الشمس الدافئة بعدها يقوم كل سايس بتمشية للخيول المسئول عنها لمدة ساعة وفي الساعة الثانية ظهرا يتناول الخيول وجبة الغداء والعودة إلي عنابرهم. وعن المشاكل التي تواجهه المحطة فتقول دكتورة شيرين إدوارد حلمي مدير عام الإدارة الصحية والغذائية ان هناك مشكلة كبيرة في أعداد العمالة في جميع التخصصات خاصة في الاطباء فيوجد بالمحطة 12 طبيبا يتخصص منهم 7 افراد في عملية تسجيل الأنساب والمعامل وغيرها من التخصصات ويتبقي فقط 5 أطباء هم فقط من يقومون بالرعاية الطبية ل 450 خيلا عربيا أصيلا وهذا العدد كبير جدا علي طاقة الاطباء , وقلة العدد بسبب صعوبة التعيين وتعويض من يخرج سواء معاش او عقود عمل بالخارج بسبب ضعف المرتبات حيث ان « النوبتجية « الواحدة لمدة 12 ساعة يكون مقابلها 70 جنيها فقط , كما ان الوزارة ترسل أدوية ومستلزمات طبية بمبلغ ما يقرب من مليون جنيه وفي بعض الأحيان قد نحتاج أكثر من ذلك او أدوية معينة غير متوفرة ولا يمكننا توفيرها بسبب الروتين وعدم الحصول عليها بالامر المباشر لاننا نتعامل مع كائن حي مرضه لن ينتظر المناقصات للشراء او الروتين الورقي الحكومي. وأضافت ان هناك 3 إدارات طبية وهم التربية وهي المسئولة عن انتاج الخيول والتزاوج والانتاج الجديد , وهناك إدارة التناسلية المسئولة عن الصحة التناسلية ومتابعتها وعلاجها , اخيراً التغذية المسئولة عن التغذية السليمة للخيول. لاتعيينات جديدة يقول المهندس كامل حسن إسماعيل مدير محطة الزهراء للخيول العربية ان تاريخ انشاء محطة الزهراء للخيول يرجع إلي عام 1898 ويختلف الخيل العربي عن اي خيل فله مقاييس خاصة لا تتوافر الا لديه فهو ليس بالطويل ولا بالقزم,و شكل الوجه وانحناءاته يميل إلي الطول, الجسم ممشوق الاضافة إلي انه قوي لا يهاب من امامه ونشأته في بيئة صحراوية جعلته يستطيع الحركة بسرعة علي الارض الرملية وتتساوي مسافة القدمين الخلفيتين عن الاماميتين ليقطع بذلك مسافة كبيرة خلال وقت قصير,لذلك يتم الاهتمام بأنسابه من خلال عملية التسجيل لاعتزاز العرب به وبأصول ارسانه,واول من قام بإثبات الانساب هو السلطان قلاوون. ويوجد لدينا خمسة ارسان رئيسية والتي يعود اليها ويشتق منها باقي العائلات الفرعية للخيول وهي (صقلاوي –كحيلان –هدبان –دهمان-عبيان) وتعد فصيلة العبيان هي الاغلي والاكثر نسبا علي مستوي العالم. ويوجد لدينا ما يقرب من 450 جوادا وذلك علي مساحة 47 فدانا,بالاضافة إلي اننا نقوم بالاشراف علي 750 مزرعة علي مستوي الجمهورية فنحن الجهة الرسمية الوحيدة لاثبات نسب الخيل العربي الاصيل علي مستوي الجمهورية فالشهادات توضح بها كافة تفاصيل النسب من طول الغرة إلي الجد السابع احيانا والرجوع إلي اصل الخيل من جهة الاب والام. ولدينا مركز تدريب للفروسية من اجل تخريج اجيال صغيرة من الفرسان وكافة الخيول المستخدمة في التدريب عربية اصيلة,و هناك لدينا خدمة اخري وهي الايواء فأي شخص قام بشراء خيل من داخل او خارج المحطة ولديه مشكلة في الاقامة نقدم له هذه الخدمة مقابل 48 جنيها لليوم الواحد شاملة الغذاء والنظافة و كأنه نوع من انواع الفندقة,وما نتميز به من الرعاية الطبية التي نوفرها. ويعيش الخيل العربي لسن 18 عاما الا ان الرعاية الجيدة والاهتمام به قد تساهم في الحفاظ عليه لفترة اطول وذلك حدث بالفعل في اشهر الخيول التي اخرجتها المحطة مثل الحصان غاندي والذي توفي بعد ان تم عامه الثلاثون,و كذلك عدلي الذي تعدي 23 عاما,و الوقعة الشهيرة للحصان اخناتون والذي وصل سعره إلي مليون جنيه في عهد الرئيس السادات وقد طلب بيعه الا ان رئيس المحطة وقتها رفض وهدد بالاستقالة لان سلالته نادرة وبالفعل تم الابقاء عليه. وعن الصعوبات والعقبات إلي تقف امام تطوير وتحسين المحطة قال ان تعامل المحطة كجهة حكومية يعرضنا لعجلة الروتين في العديد من المطالب,فعلي سبيل المثال قوة المحطة تحتاج إلي عدد كبير من العمالة من اجل الاهتمام والرعاية وهذا غير متوفر فعدد العاملين 157 عاملا ما بين سايس ومدرب وعمال ما بين اجر يومي ومؤقت ومثبت وذلك غير كافي علي مستوي المحطة فلدينا عجز بسبب ان الوزارة منعت التعيين في الوقت الحالي وحتي الادوية والمستلزمات الطبية نحصل عليها بصعوبة بالغة بسبب عجلة الروتين والازمة الحقيقية هنا اننا لا نتعامل مع ماكينة ولكن مع كائن حي يحتاج رعاية, ويجب تقديرها علي الوجه الاكمل لانها ثروة قومية لا تقدر بمال, و يضيف ان عملية الترويج والدعاية للمحطة فقيرة للغاية وتقتصر علي اعلان عن المزادات فقط الامر الذي يجعل اغلب الجمهور لا يعلم عنها شيئا,بالاضافة إلي ان الرواتب لدينا هزيلة للغاية فحتي الاطباء يتقاضون في النبطشية الواحدة علي مدار 18 ساعة 75 جنيها,و ذلك يجعل اغلب الاطباء يهربون من العمل لدينا , بالاضافة إلي اننا نحصل علي سلفة ثابتة شهرية من الوزارة قيمتها 1500 جنيه مخصصة للنثريات