يصل مساء غدا الاثنين الرئيس عبدالفتاح السيسي إلي العاصمة الصينيةبكين في اول زيارة رسمية إلي دولة آسيوية خارج نطاق الدول العربية.. تستغرق الزيارة ثلاثة ايام زمنيا ولكنها تختصر عشرات السنوات من حيث قيمتها حيث تشهد الانتقال بمستوي العلاقات إلي « الاستراتيجية الشاملة» وهي اعلي مرتبة في درجات علاقات الصين الثلاث الطبيعية مع العالم الخارجي وتندرج من العلاقات العادية وترتقي إلي الاستراتيجية وهي المرتبة التي كانت تقع بها مصر علي مدار الخمسة عشر عاما الماضية.. ختاما بالاستراتيجية الشاملة التي سوف يتم الإعلان عن الوصول اليها خلال الزيارة التي تشهد اهتماما استثنائيا من قبل الجانب الصيني وهو ما يبدو واضحا ًوٌملموسا في الجدول المشحون للرئيس وبخاصة في اليومين اللذين يقضيهما في بكين قبل توجهه فجر الخميس القادم إلي مدينة تشاندو الصناعية التي تعد اهم تجمع لصناعة الإلكترونيات ومشروعات انتاج الطاقة. واوضح السفير مجدي عامر سفير مصر لدي بكين ان العائد كبير جداً من اطلاق شراكة استراتيجية شاملة بين مصر والصين وهي المرتبة التي يحظي بها عدد محدود جداً من دول العالم في العلاقات مع الصين.. لافتا إلي ان ذلك سيتبعه رفع مستوي العلاقات بين البلدين في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية وهو ما سينعكس مباشرة علي المواطن سواء في شكل فرص عمل تفتحها الاستثمارات الصينية الجديدة في مصر ، او الخدمات المباشرة من المشروعات المقرر التوقيع علي اتفاقات تنفيذها بمنح وقروض ميسرة من الصين في قطاعات الكهرباء والطاقة والنقل والطرق وغيرها.. واشار إلي التجاوب السريع من جانب البلدين لإقامة مثل هذه الشراكة خاصة عقب ثورة 30 يونيو. مؤكدا علي ان العلاقات بين مصر والصين تاريخية، مشددا علي ان الصين تعتبر مصر من بين الدول التي تربطها علاقات فريدة. وحول جدول الرئيس اوضح السفير ان برنامج الزيارة طرأ عليه الكثير من التعديلات حتي اللحظات الاخيرة بسبب الطلبات الكثيرة التي تلقاها الجانب المصري للقاء الرئيس السيسي اثناء الزيارة سواء من القطاعات الاستثمارية والفكرية بخلاف المقابلات الرسمية والتي يأتي علي رأسها الاجتماع بالرئيس الصيني «تشي جين بين ورئيس الوزراء لي كا تشان» ورئيس البرلمان وان تشي شان .. كما يعقد السيسي لقاءين بعد غد الثلاثاء الذي يعد رسميا اول ايام الزيارة مع ممثلي القطاع الخاص الصيني يبدأه بمقابلة هامة مع رؤساء اكبر 20 مجموعة اقتصادية صينية متعددة الأنشطة تعمل في جميع مجالات السياحة والزراعة والتكنولوجيا والبنية التحتية والبترول والاتصالات، ومن بينها أفيك وهواوي وتشاينه هاربين، ومن بين هذه الشركات من توجد لها استثمارات في مصر وترغب في التوسع والآخر يرغب في فتح استثمارات للمرة الاولي، فضلا عن مقابلته في اليوم ذاته مع ممثلي 100 شركة كبري.. إلي جانب لقاء خاص مع اكبر 25 شركة متخصصة في مجال السياحة، كما سيلتقي في ثاني ايام الزيارة الرسمية برؤساء اهم 40 جامعة صينية.. لافتا إلي ان هناك العديد من الجهات الصينية التي أبدت رغبتها في تكريم السيسي اثناء الزيارة. واعلن السفير المصري في بكين ان الزيارة ستشهد تدشين كيان جديد للأعمال بين مستثمري البلدين تحت اسم « مجلس الأعمال المصري الصيني لإحياء طريق الحرير» للاستفادة من مبادرة الرئيس الصيني لإحياء طريق التجارة القديم من الصين إلي افريقيا والتي ستحدث طفرة كبيرة في العلاقات التجارية والاستثمارية والثقافية، كما ستشهد إقامة العديد من المشروعات المشتركة في مصر. وعن العجز الكبير في ميزان التبادل التجاري بين مصر والصين، قال عامر ان هناك عجزا تجاريا رهيبا بين اي دولة مع الصين، ووصفها بالمشكلة المزمنة، فالعجز التجاري مع امريكا مثلا وصل إلي 300 مليار، مشيرا إلي ان هناك وسائل اخري لعلاج هذه المشكلة مثل زيادة حجم السياحة الصينية الوافدة الي مصر.. فضلا عن جذب استثمارات صينية جديدة. واشار إلي ان مصر والصين ستوقعان نحو 25 اتفاقية خلال زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلي بكين والتي ستركز بشكل كبير علي الجانب الاقتصادي والاستثماري فضلا عن اتفاقيات في المجالات السياسية والثقافية والتعليمية.. موضحا ان بعض هذه الاتفاقيات ستكون حكومية حيث تضم نحو 10 اتفاقيات بين وزارات الثقافة والبحث العلمي وستكون عبارة عن برامج تعاون وليست استثمارية، والاتفاقيات الأخري ستكون استثمارية مع شركات القطاع الخاص الصيني. واوضح السفير المصري ان من ابرز المشروعات التي سيتم توقيعها ستكون في مجال الطاقة، وتتكون من 3 مجالات هي توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية والمتجددة وطاقة الرياح، وتحديث شبكة الكهرباء المصرية من جانب الحكومة الصينية، وتقوم بها شركة صينية تعتبر الاكبر في العالم وتدير 70٪ من شبكة الصين، تتولي اصلاح وتحديث الشبكة المصرية، ورفع قدرتها، اما المجال الثالث فيتمثل في انشاء محطات لتوليد الكهرباء باستخدام الفحم حيث تعتبر الصين من ابرز الدول الرائدة في استخدام الفحم لتوليد الكهرباء من خلال تكنولوجيا متطورة بدون اثار بيئية ، وهو ما تم الاتفاق عليه خلال الزيارة الاخيرة لوزير الكهرباء الدكتور محمد شاكر للصين، واوضح ان معظم هذه المشروعات ستشهد ضخ أموال صينية من خلال الاستثمار وجزء ضئيل منها سيكون في شكل قروض، ويتم تنفيذها خلال 3 سنوات. واشار إلي ان من ابرز الاتفاقيات التي سيتم توقيعها هو انشاء القطار فائق السرعة والذي سيربط بين الاسكندرية وأسوان، فضلا عن انشاء خط سكك حديدية كهربائي لربط مدينة السلام وبلبيس ومدينة السويس، وستمنح الصين مصر قرضا طويل الأجل لدعم وإنشاء هذه المشروعات بخبرات صينية، واضاف ان السبب الرئيسي في عدم قدرة مصر علي جذب شركات صينية للاستثمار في هذا القطاع هو الدعم الكبير الذي تقدمه الدولة له مما يجعل الشركات الخاصة عاجزة عن المنافسة وتحقيق أرباح.. لافتا إلي ان قطاع الطاقة في مصر تحرر من هذه العقبة بعد التحريك الاخير للأسعار مما جعله اكثر جذبا للشركات الصينية وغيرها لتنفيذ مشروعات بمصر.