شيئا فشيئا تتضح نوايا الإدارة الأميركية لتوسيع الحرب علي تنظيم داعش, لتشمل أي دولة ولا تكون مقصورة علي العراقوسوريا حيث تسعي حكومة اوباما حاليا الحصول علي تفويض قانوني جديد من الكونجرس لارسال قوات عسكرية امريكية إلي ارض المعركة للحرب ضد ∩داعش∪ لفترة زمنية مفتوحة قد تتجاوز ثلاث سنوات! فقد وافقت لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي الأسبوع الماضي علي تفويض الرئيس باراك أوباما بشن حرب ضد تنظيم داعش. وهو أول تصويت للكونجرس يمنح تفويضا بشكل صريح لشن حرب ضد التنظيم, وينص علي تقليص مدة العمليات العسكرية لثلاث سنوات وعدم السماح بنشر قوات برية إلا في ظروف معينة كان جون كيري وزير الخارجية الأميركي قد حث الكونغرس الاسبوع الماضي علي اعتماد تفويض قانوني جديد لعمل عسكري ضد داعش طالب من خلاله بتفويض أوسع لهذه الحرب يزيد علي 3 سنوات ولا يقتصر علي العراقوسوريا بل تشمل اي دولة وهوماجعل السيناتور الجمهوري راند بول يعترض بشدة علي توسيع الرقعة الجغرافية للحرب ضد. ويؤكد أن ∀هذه رسالة خاطئة ومخيفة جدا يتم إرسالها إلي الشرق الأوسط تقول لهم إنه لا توجد مدينة خارج حدود الحرب∀ ويأتي طلب وزير الخارجية الأميركي بعدم استبعاد نشر قوات أميركية علي أرض المعركة في الحرب ضد داعش ليفتح الباب أمام إمكانية استخدام قوات برية أميركية في الفترة القادمة خلافا لما أعلنته إدارة الرئيس أوباما مرارا من عدم استخدام قوات برية امريكية في هذه الحرب,و برر كيري طلبه بأنه لا يريد أن يقيد يدي الرئيس في حالة وقوع ظروف استثنائية مثل استيلاء تنظيم داعش علي مخبأ خفي للأسلحة الكيماوية أو قيامه باحتجاز رهائن.وكان التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة قد شن منذ سبتمبر الماضي حوالي 1150 غارة في سورياوالعراق, مستهدفة مقاتلي داعش في محاولة لدفع التنظيم إلي خارج المناطق الكبيرة التي يسيطر عليها في البلدين. ولم تحصل إدارة أوباما علي موافقة الكونجرس حتي الآن بل استخدمت تفويضات سابقة لاستخدام القوة العسكرية كان الكونجرس قد أصدرها ضد تنظيم القاعدة وطالبان بعد أيام من أحداث 11 سبتمبر 2001 كإطار قانوني لشن ضربات ضد تنظيم داعش وآخر لغزو العراق صدر عام 2002. في الوقت الحالي لاتوجد فرصة امام الكونجرس الحالي لان يتبني اي مطالب جديدة من ادارة اوباما لانه سيرفع جلساته هذا الأسبوع حتي ينايرالقادم حيث ستتولي الأغلبية الجمهورية الجديدة مهامها. ويعتقد بعض الخبراء ان الجمهوريون رغم أنهم يواصلون انتقاد استراتيجيه اوباما مثل السيناتور جون ماكين الا انهم قد يوافقون علي منح الرئيس المرونة المطلوبة وحتي اذا تأخرت موافقة الكونجرس علي مطالب الرئيس فإن البيت الأبيض يعتقد أن الإدارة الأميركية لديها بالفعل السلطة القانونية لمواصلة الهجوم ضد تنظيم داعش, اعتمادا علي التفويضات السابقة والتي بموجبها أطلق اوباما مئات الغارات الجوية ضد أهداف عسكرية لداعش في سورياوالعراق وارسل ايضا 3 آلاف جندي أميركي لتدريب ومساعدة القوات العراقية هناك، ومع ذلك أوضحت الإدارة الأميركية أنها مستعدة لمناقشة شروط تفويض الحرب ضد داعش بشكل يعالج كل مخاوف أعضاء الكونغرس الذين يخشون من حرب مفتوحة في منطقة الشرق الأوسط. ويعارض الرئيس اوباما حاليا اي تحديد جغرافي من شأنه أن يقصر الحرب علي العراقوسوريا, وأيضاً اي حظر مسبق لنشر قوات امريكية علي الأرض وكان الرئيس أوباما قد شدد خلال عرض رؤيته للسياسة الخارجية التي اعلن خلالها الحرب علي داعش في اغسطس الماضي, علي ان هذه الحرب ستكون أقل اعتمادا علي القوة العسكرية وأكثر اعتمادا علي أدوات مثل العقوبات الاقتصادية والتدريب العسكري والمساعدات الخارجية, في الوقت الذي أكد فيه منتقدوه إلي أن هذه السياسة غير مناسبة في مواجهة الحرب الدموية التي تجتاح منطقة الشرق الأوسط ومواجهة تنظيم داعش. واكدوا علي أن ما قاله الرئيس من عدم استخدام قوات برية سيتغير. ففي الاونة الاخيرة ظهرت اصوات كثيرة من جانب خبراء ووسائل أعلام ومراكز ابحاث استراتيجية تشكك بعدم جدوي الضربات الجوية في القضاء علي تنظيم داعش رغم الاموال الطائلة التي تتكلفها هذه الضربات و تؤكد ان حملة واشنطن للقضاء علي تنظيم داعش منيت بفشل وحققت نتائج عكسية خطيرة تمثلت بتوسيع الهجمات والعمليات التي ينفذها التنظيم فالبعض يري ان الضربات الجوية الأمريكية ضد داعش شجعت بعض المعارضين للنظام في للرئيس السوري بشار الأسد علي تشكيل تحالفات مع داعش أو حتي الانضمام لمسلحي داعش الذين سيطروا علي مساحات كبيرة من الأراضي في سورياوالعراق..في الوقت نفسه يري عديد من المحليين ان العمليات العسكرية ضد داعش في العراق لن تنجح مالم تسبقها جهود سياسية للضغط علي الحكومة العراقية لإنهاء الممارسة الطائفية وعلي الاخص ضد السنة بعد ان ادركت واشنطن ان هذه السياسات كانت احد اسباب قوة داعش كما أن الضربات الجوية ضد داعش لم تغير شيئًا من الناحية العسكرية, ولم يكن لها أي تأثير في حين كانت حصيلتها علي الصعيد السياسي كارثية فقد اكد وزير الدفاع الأمريكي الأسبق روبرت غيتس أن الضربة الجوية لا معني لها في وجود قتال بري, ويري غيتس أن الجيش العراقي والبيشمركة الكردية وسائر الفصائل المحاربة بجانب الحكومة العراقية غير مؤهلة للقيام بهذه المهمة وإنه يتعين علي الرئيس نشر قوات أمريكية علي الأرض لمحاربة داعش. من جانب اخر تؤكد فيليس بينيس الباحثة في معهد الدراسات السياسية بواشنطن ان الضربات الجوية ضد داعش. زادت من قوة التنظيم وانضم إلي التنظيم عدد من المقاتلين الجدد ايضا وجذبت مزيدًا من المتعاطفين معه علي غرار ما حدث بعد الغزو الأمريكي للعراق في 2003 حيث خلق تنظيم القاعدة جبهة جديدة وقاعدة جديدة للجهاديين من حول العالم وترجح ان يتحقق نفس الامر. كما تبين ايضا ان هذه الضربات ضد داعش تعزز نفوذ نظام الاسد ومكنت قواته من تكثيف قصفها لبعض المناطق السورية التي يقطنها المعارضون لها والمسلحون الذين يسعون للإطاحة بنظامه وهو ماأدي إلي سقوط عشرات الضحايا السوريين منذ بدء الضربات الجوية لقوات التحالف.