هبوط إعلامي غير مفاجئ في الأسبوع الماضي، الواقعة بالطبع ليست ذات قيمة، هي دون المستوي، ودون الكلام، لكن في سياق فضح التردي الإعلامي، وتدهور الأداء، خاصة علي شاشة الفضائيات، وبرامج "التوك شو" تصبح الواقعة ذات دلالة مضافة إلي الابتذال والهبوط السائد والمنتشر! ماحدث علي الهواء مباشرة، بين المذيع يوسف الحسيني علي قناة (اون.تي.في) وبين أحمد موسي علي قناة (صدي البلد) تجاوز كل الحدود، وتخطي كافة المعايير والقيم الإعلامية...اختلفت ردود فعل الاثنين حول الحكم علي مبارك.. قال موسي(مبارك رئيسي) ونطت الفرحة من قلبه، وهو يبادر بالاتصال الهاتفي بمبارك عقب صدورالحكم بالبراءة (يتردد أن هناك دعوي، لوقف بث قناة صدي البلد بسبب هذا الاتصال العلني المباشربمبارك)... ولم يتوقع الحسيني هذه البجاحة (ازاي تكلم مبارك، وتقوله سيادة الرئيس) مستنكرا تلك الثنائية ( ثنائية الاعتراف برئيسين للجمهورية..كيف تنادي علي مبارك بالرئيس، ولدينا رئيس واحد اسمه عبد الفتاح السيسي)!!.. ثم بدأت وصلات الردح، وتبادل السباب والاتهامات أمام المشاهدين.. من (العمالة إلي المخدرات إلي لحس الأحذية) مع كافة المفردات السوقية المتدنية، من عينة (اللي حيقول علي ثورة يناير سلمية هديله علي قفاه)(طول عمرك بتلحس الجزم)(أنت متعلم عليك).. تدخل زميلهم الإعلامي "عمرو أديب" بتاع (خلع البنطلونات) للمصالحة، وتوحيد الصف من أجل المصلحة الوطنية (أي صف هذا) المعوج الخرب، وأي (مصلحة وطنية)!! هذا الردح الإعلامي علي الهواء مباشرة، من إعلاميين دورهم الواجب هوالارتقاء بالوعي، واحترام الحوار، واحترام عقلية المشاهد وإنسانيته...هل ثمة ضوابط تحدد مستوي ثقافة المذيع ومستوي لغته وأدائه أمام الكاميرا، حتي لا يطاردنا الأسفاف داخل بيوتنا!