لست من هؤلاء الذين يلجأون إلي التجريح في حالة الخلاف، ولست من هؤلاء الذين يتطاولون علي قادة دول تختلف في مواقفها السياسية مع مصر.. ولا أحب السباب في الشارع، ولا في الفضائيات، هذا خلق إسلامي أصيل والمسلم ليس بسباب ولا لعان، ولا يرضي بالفُحش من القول أقول هذه المقدمة الطويلة لكي أدخل في حالة قطر وعلاقتها بمصر المشبوبة بعلامات الاستفهام، وتحديداً منذ أن أطيح بالرئيس المعزول.. المشكلة تكمن في أن قطر أرادت أن تلعب دوراً أكبر من دورها، وأرادت أن تجعل من نفسها وصية علي مصر، معتقدة أن «الفلوس» وحدها تصنع كل شيء.. وراحت قطر، ولنكن أكثر دقة ونقول قادة قطر يقفون جهاراً نهاراً في الجهة المعادية لإرادة الشعب المصري، وراحوا يطلقون أبواقهم الإعلامية، وتحديداً قناة الجزيرة، للنيل من إرادة الشعب المصري الذي هو وحده مسئول عن صياغة قراره وتحديد مصيره، وتحمل تبعاته، فكان لابد من الصدام، الذي بالتأكيد ستخسره قطر لأنها الأصغر في كل شيء.. فهي لا تملك أي شيء إلا المال الذي يحتار قادتها أين يبعثرونه. قطر الآن تمد يدها.. وإذا كان الرئيس السيسي قال دعونا ننتظر.. فأنا أقول إن «المية تبين الغطاس» وعلي قطر أن تثبت حسن نيتها، بالأفعال وليس بالأقوال فقط، وفي كل الأحوال لا أتمني أن أسمع أو أشاهد علي الفضائيات، أو علي صفحات الصحف هذا الانفلات الذي يسيء إلي أخلاق المصريين، وينال من سمعة مصر، ولا يضيف إليها. مصر كبيرة بشعبها، وبتاريخها، ومن ينال منها صغائر الصغار في الخارج أو حتي الداخل.