كما هي العادة في المناسبات الكبيرة.. ارتمت الرياضة في أحضان السياسة قبل شهرين تقريبا من انطلاق بطولة كأس العالم لكرة اليد بالعاصمة القطريةالدوحة.. حيث اعلنت كل من الإمارات والبحرين انسحابها من البطولة احتجاجا علي أعمال عدائية قطرية ضد الدولتين كان آخرها ضبط تنظيم سري يهدف إلي زعزعة الاستقرار في منطقة الخليج.. علاوة علي سياسة قطر العدائية الدائمة تجاه مصر في ظروف صعبة تواجه الدول العربية في جوهر وجودها. حالة من الارتباك سادت الأوساط الرياضية الدولية خلال اجتماع اتحاد اللجان الاوليمبية في تايلاند بعد سماع خبر الانسحاب.. وتجري محاولات مكثفة من مسئولين كبار في الاتحاد الدولي لكرة اليد برئاسة د.حسن مصطفي وفي اللجنة الاوليمبية الدولية التي ألمحت إلي تعارض هذا الانسحاب مع الميثاق الاوليمبي الذي يحظر خلط السياسة بالرياضة.. ومن هذا المنطلق يتخذ الوسطاء التلميحات الاوليمبية ارضية للتفاهم مع المسئولين في البلدين الخليجيين. وانتقل التأثير فورا إلي مصر.. حيث يستعد منتخبها للمشاركة في البطولة علاوة علي أن رئيس الاتحاد الدولي هو شخصية مصرية بارزة وأيضا عربية.. ولن يكون القرار رياضيا علي أي مستوي.. سواء في اتحاد اليد أو اللجنة الاوليمبية أو وزارة الشباب والرياضة.. وعند سؤال كبار المسئولين في الجهات الثلاث اكدوا ان دورهم لا يتعدي الانتظار حيث يجري دراسة الموقف في أروقة السياسة.. مع انتظار ما سوف تسفر عنه الجهود الدولية لاقناع الامارات والبحرين بالعدول عن القرار.. وفي حالة فشلها ربما يكون القرار الأقرب هو انسحاب مصر إلا اذا ظهرت دوافع ومعطيات جديدة تجعل المشاركة المصرية مقبولة سياسيا.