لجوء الجيش المصري إلي الدفع بقوة الانتشار السريع عالية المهارة جيدة الاعداد لا يعكس ضخامة وفداحة ومقدرة الإرهابيين والتكفيريين في سيناء بقدر ما يشير إلي التغيير والتطوير اللذين طرآ علي عملياتهم والخسائر البشرية الجسيمة التي تمكنوا من إحداثها.. فلم يعد التكفيريون من الأقوام الهمجية العفوية الذين يستخدمون القوة الغاشمة والشراسة الحيوانية فقط وإنما ظهر عليهم وفي عملياتهم الأخيرة تطور نوعي في الاساليب التكتيكية وفي المعدات القتالية.. ففي «كرم القواديس» والتي استشهد فيها ما يقرب من تعداد فصيلة باكملها بخلاف عدد من الجرحي قد يصل إلي تعداد سرية تضمنت العملية الخسيسة أشكالا قتالية علمية كما كنا ندرس في الكليات والمعاهد العسكرية مثل الإغارة والكمين والمطاردة ومنع قوات الدعم من الوصول إلي موقع الحدث لحرمان أفراد القوة من مواصلة الدفاع وتعميق احساسهم باليأس من المواجهة.. وإذا اضفنا إلي هذا استخدامهم لقواذف صاروخية مؤثرة لديها القدرة علي اختراق الدروع وإضرام النيران ورشاشات ذات معدلات نيرانية عالية ودقة متناهية فإن هذه التركيبة لا يمكن مواجهتها بأفراد حدوديين حتي ولو كانوا من أصحاب الخبرة والكفاءة وحتي لو تم دعمهم ببعض المدرعات والآليات المجنزرة وتم ربطهم بعناصر قتالية اضخم موجودة علي الاجناب وفي الخلف. وقوة الانتشار السريع تحاكي القوات الخاصة -المظلات - والصاعقة - ومكافحة الارهاب - وهي منبثقة منها وتم تشكيلها مؤخرا للتدخل لوأد الاعمال التخريبية التي اعتاد الإرهابيون شنها هنا وهناك لبث الرعب ونشر الفزع في نفوس المواطنين.. وتتكون هذه القوة من عناصر لديها إمكانات بدنية وقدرات قتالية وتتسلح بمعدات تقنية متطورة وتحمل علي مجنزرات حديثة قادرة علي المناورة والسرعة والعمل في المناطق الصحراوية والجبلية.. وقد كان استخدام تلك القوات قاصرا علي المحافظات الكبيرة التي لديها منشآت حيوية تحتاج للحماية والدفاع ولم يكن مسموحا لها مجرد الدخول إلي سيناء خضوعا للبنود الخاصة في المعاهدات الدولية التي تحدد معالم ونوعية القوات في المناطق أ و ب وج.. ويجدر بنا ان نلفت النظر الي أن هذه القوات تستطيع تنسيق التعاون مع القوات الارضية والجوية من خلال أجهزة لاسلكية متطورة خاصة ان القوات الجوية تحتاج إلي توجيهات وبيانات لاستكمال اداء مهامها وتنفيذ واجباتها في مسرح العمليات وليس من هذه الواجبات حسم المعركة القتالية.. فالقوات الجوية تقدم الدعم النيراني وتقوم بحماية وتغطية القوات البرية ليتسني لها تحقيق أهدافها القتالية واحتلال وتطهير الرقعة المساحية المحددة.. وفي النهاية يجب ان نعترف بأن تدخل القوات الخاصة في سيناء تأخر كثيرا لعدم توقعنا ان يبلغ حقد وغدر بعض العرب هذه الدرجة من الانحطاط.